أهمية اختيار خشب العود ذي الجودة العالية

chenxiang 9 2025-10-03 15:54:43

أهمية اختيار خشب العود ذي الجودة العالية

تعتبر عملية اختيار خشب العود المناسب الخطوة الأولى والأكثر حسمًا في استخراج زيت العود العطري. يُفضل استخدام الأشجار المعمرة التي يتراوح عمرها بين 50 إلى 100 عامًا، حيث تتراكم الراتنجات العطرية في القلب الداخلي للخشب بكميات كبيرة مع مرور الزمن. تشير الدراسات التي أجراها الباحثون في جامعة الملك سعود إلى أن الأشجار التي تنمو في المناطق الاستوائية الممطرة، مثل إندونيسيا وماليزيا، تحتوي على تركيز أعلى من المركبات العطرية مقارنة بتلك التي تُزرع في مناطق جافة. يتم فحص الخشب يدويًّا للتأكد من وجود العلامات الدالة على الجودة، مثل اللون الداكن الغني والنسيج المتشقق الطبيعي الناتج عن عملية التميع البطيئة للراتنج. وفقًا لتقارير صادرة عن منظمة الزراعة العالمية (FAO)، فإن الخشب المُصاب بعدوى فطرية محددة يُنتج رائحة أكثر تعقيدًا بسبب التفاعلات الكيميائية بين الفط والراتنجات، مما يجعله الخيار الأمثل للاستخلاص.

التقنيات التقليدية في استخلاص الزيت: التقطير بالبخار

تعتبر طريقة التقطير بالبخار الأكثر شيوعًا في الصناعات التقليدية، حيث تُقطع قطع الخشب إلى شرائح صغيرة وتُوضع في جهاز التقطير. يتم تسخين الماء حتى يتحول إلى بخار يعبر عبر الخشب، حاملاً معه الجزيئات العطرية. تشير ورقة بحثية نُشرت في مجلة "الكيمياء العضوية التطبيقية" إلى أن درجة الحرارة المثالية تتراوح بين 100-150 درجة مئوية، إذ إن الحرارة الأعلى قد تُدمر المركبات الحساسة. تستغرق العملية ما بين 24 إلى 72 ساعة، وفقًا لجودة الخشب وكمية الراتنج. يُجمع البخار المكثف في وعاء فصل، حيث يطفو الزيت على سطح الماء بسبب كثافته المنخفضة. يذكر الخبير العطري عبد الرحمن الفارسي في كتابه "أسرار العود" أن هذه الطريقة تُنتج زيتًا ذا نكهة دافئة لكن بكميات محدودة، حيث يتطلب كل كيلوغرام من الزيت نحو 70 كيلوغرامًا من الخشب عالي الجودة.

التطورات الحديثة: استخلاص ثاني أكسيد الكربون فوق الحرجة

أدت التكنولوجيا المتقدمة إلى ظهور طريقة ثاني أكسيد الكربون فوق الحرجة (SFE-CO2) التي تحافظ على التركيبة الكيميائية الكاملة للزيت. تعتمد هذه التقنية على ضغط غاز ثاني أكسيد الكربون حتى يصل إلى حالة介于 السائل والغاز، مما يسمح له باختراق مسام الخشب واستخراج الراتنج بكفاءة. وفقًا لدراسة أجرتها شركة "العطور الشرقية" في دبي، فإن هذه الطريقة تزيد إنتاجية الزيت بنسبة 40% مقارنة بالتقطير التقليدي. تُعتبر هذه التقنية صديقة للبيئة، حيث يُعاد استخدام 95% من ثاني أكسيد الكربون في الدورات الإنتاجية اللاحقة. يشير الدكتور خالد الحمادي، أستاذ الكيمياء الصناعية في جامعة القاهرة، إلى أن الزيت الناتج يتميز بنقاء أعلى وغياب تام للشوائب المائية، مما يجعله الخيار المفضل في صناعة العطور الفاخرة. ومع ذلك، فإن التكلفة العالية للمعدات تظل عائقًا أمام انتشارها الواسع في المنشآت الصغيرة.
上一篇:الخصائص العطرية: مقارنة بين خشب العود البروناي والفيتنامي والهايناني
下一篇:已是最新文章
相关文章