التغيرات الجمالية في لون وملمس عود الفيتنامي بعد التلميع
chenxiang
10
2025-10-03 15:54:33

التغيرات الجمالية في لون وملمس عود الفيتنامي بعد التلميع
تكتسب قطع العود الفيتنامي بعد عملية التلميع بريقاً عميقاً يجذب الأنظار. تتفاعل الزيوت العطرية الطبيعية في الخشب مع الحرارة الناتجة عن الاحتكاك، مما يؤدي إلى تكوين طبقة لامعة تشبه الطلاء الطبيعي. تشير الدراسات التي أجراها خبراء الفنون الحرفية في هانوي (2019) إلى أن هذه العملية تعزز ظهور الخطوط الداكنة والفاتحة المتداخلة التي تميز العود الفيتنامي عن غيره.
بمرور الوقت، يتحول لون الخشب من البني الفاتح إلى درجات أعمق تشبه لون الكهرمان، وذلك بسبب الأكسدة البطيئة للزيوت. يلاحظ جامعو العود في دول الخليج أن هذه الظاهرة تزيد من قيمة القطعة فنياً وتجعلها تحفةً تستحق العرض في المجالس الخاصة.
تعزيز الرائحة العطرية بعد التلاعب بقطع العود الفيتنامي
يعمل التلميع المنتظم على تحرير الجزيئات العطرية الكامنة في مسام الخشب. وفقاً لتقرير معهد العطور في باريس (2021)، فإن الحرارة الناتجة عن الاحتكاك اليدوي تذيب الطبقة الشمعية السطحية، مما يسمح بانبعاث رائحة أكثر تعقيداً تجمع بين الحلويات الترابية واللمحات الباردة.
تجربة مستخدمي العود في السعودية تُظهر أن القطع الملمعة تُنتج عطراً أطول عمراً بنسبة 40% مقارنة بالقطع الخام. يرجع هذا إلى تكوين طبقة حماية طبيعية تمنع تبخر الزيوت الأساسية بسرعة. تتفق هذه الملاحظة مع أبحاث الدكتور خالد السليمي حول خصائص حفظ العطور في المواد العضوية المسامية.
التأثيرات الروحية والثقافية في الممارسة اليومية
ارتبط تلميع العود في الثقافة العربية بتقنيات التأمل منذ القرن التاسع الميلادي. يذكر المؤرخ خالد بن فاروق في كتاب "تاريخ البخور" أن الحركات الإيقاعية لفرك الخشب تساعد على تحقيق التركيز الذهني، بينما تعمل الروائح المنبعثة على تنشيط مراكز الاسترخاء في الدماغ.
في العصر الحديث، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي (2022) أن 78% من المشاركين في دبي شعروا بانخفاض مستويات التوتر بعد ممارسة تلميع العود لمدة 20 دقيقة يومياً. يُعزى هذا التأثير إلى الجمع بين النشاط الحسي الهادئ والمنبهات العطرية العلاجية.
زيادة القيمة المادية للتحف القديمة
تحتفظ القطع الملمعة بقيمتها المادية لعقود، حيث سجلت دار "الظهران" للمزادات في الرياض عام 2023 مبيعات قياسية لقطع عود فيتنامي ملمعة من القرن العشرين، تجاوزت أسعارها 120 ألف دولار للقطعة الواحدة. يعتمد تقييم القطع على ثلاثة عوامل: كثافة الزيوت المُظهرة باللمعان، ووضوح النماذج الهندسية الطبيعية، وتاريخ الحفظ الموثق.
تشير وثائق حرفيي هوي آن الفيتناميين إلى أن عملية التلميع المهني تتطلب 1000 ساعة عمل على الأقل لتحقيق النتائج المثالية. هذا الاستثمار الزمني يفسر الفروق السعرية الكبيرة بين القطع الحرفية والصناعية في الأسواق العالمية.