الأضرار البيئية لاستخدام العود في البخور
chenxiang
11
2025-10-01 15:28:02

الأضرار البيئية لاستخدام العود في البخور
تعتبر أشجار العود من الأنواع المهددة بالانقراض بسبب الاستغلال المفرط لخشبها في صناعة البخور. وفقًا لتقارير الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، أدى الطلب المتزايد على العود في دول الخليج وآسيا إلى تدمير أكثر من 70% من الغابات الطبيعية التي تنمو فيها هذه الأشجار منذ عام 2000. ولا تقتصر المشكلة على انقراض النوع النباتي فحسب، بل تمتد إلى اختلال التوازن البيئي، حيث تعتمد حيوانات كثيرة مثل الطيور النادرة والثدييات الصغيرة على هذه الأشجار في تكوين موائلها.
يزيد قطع أشجار العود غير القانوني من تفاقم الأزمة، خاصة في دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا، حيث تُستخدم أساليب غير مستدامة مثل القطع الجائر دون إعادة زراعة. دراسة أجرتها جامعة بوغور الزراعية في إندونيسيا عام 2022 أظهرت أن استعادة غابة العود الواحدة يتطلب ما لا يقل عن 50 عامًا، مما يجعل الاستخدام الحالي لهذا المورد عملاً غير أخلاقي تجاه الأجيال القادمة.
المخاطر الصحية الناتجة عن حرق العود
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن بخور العود "طبيعي وآمن"، إلا أن دراسات حديثة تحذر من مخاطره. بحث نشرته مجلة "Science of the Total Environment" عام 2023 أكد أن حرق العود يطلق جسيمات دقيقة (PM2.5) أكثر بنسبة 200% مقارنة بالبخور العادي، مما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب الرئوي.
كما يحتوي دخان العود على مركبات مسرطنة مثل البنزين والبنزو[a]بايرين، والتي ربطتها منظمة الصحة العالمية بزيادة معدلات سرطان الرئة بين مستخدمي البخور التقليدي. تجربة مخبرية أجرتها جامعة الملك سعود عام 2021 على أنسجة رئوية تعرضت لدخان العود أظهرت تلفًا خلويًا واضحًا خلال 48 ساعة فقط.
الجوانب الشرعية والأخلاقية
من الناحية الشرعية، يرى علماء مثل الدكتور عمر المطوع أن الإسراف في استخدام العود يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تحث على الاعتدال وعدم الإضرار بالنفس أو البيئة. وقد استند في فتواه إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
أما أخلاقيًا، فإن استهلاك العود يساهم في شبكة تجارية غير إنسانية في بعض الأحيان. تقرير لمنظمة "ترافيك" الدولية كشف عن ارتباط تجارة العود بجماعات مسلحة في آسيا تستعبد العمال وتجبرهم على العمل في ظروف قاسية، مما يطرح تساؤلات حول شرعية المنتج الذي يصل إلى الأسواق العربية عبر قنوات مشبوهة.
البدائل المستدامة والصحية
تتوفر بدائل عديدة تحقق الغرض الروحي والثقافي للبخور دون أضرار العود. زيت اللافندر على سبيل المثال يحتوي على 80% من المركبات العطرية الموجودة في العود، وفقًا لتحليل كروماتوجرافي أجرته جامعة الإمارات عام 2020، مع انخفاض نسبة الجسيمات الضارة عند الاحتراق إلى 5% فقط.
كما تقدم تقنيات مثل "البخور الإلكتروني" حلاً مبتكرًا، حيث تعتمد على تسخين العطور الطبيعية دون احتراق، مما يقلل الانبعاثات الضارة بنسبة 95%. هذه الخيارات لا تحمي الصحة والبيئة فحسب، بل توفر حتى 60% من التكلفة مقارنة ببخور العود الأصلي، وفقًا لحسابات اقتصادية نشرتها مجلة "الاقتصاد الأخضر" العربية.