لون الخشب العطري الفيتنامي وتصميمه
chenxiang
15
2025-09-29 14:12:15

لون الخشب العطري الفيتنامي وتصميمه
تتميز أخشاب العود الفيتنامي بألوان داكنة تميل إلى البني الداكن أو الأسود مع وجود خطوط غير منتظمة تشبه العروق. يرتبط عمق اللون بتركيز الزيوت العطرية داخل الخشب، حيث تزداد كثافة اللون كلما زادت نسبة الراتنجات. يمكن تمييز المنتجات المقلدة من خلال ألوانها الموحدة أو المفرطة في السواد، والتي غالبًا ما تُصنع باستخدام صبغات كيميائية. تشير الدراسات التي أجراها خبراء مثل د. أحمد المنصوري (2020) إلى أن العود الأصلي يظهر تدرجات لونية طبيعية تحت الضوء، بينما تفتقد المقلدة لهذا العمق البصري.
من ناحية التصميم، تحتوي قطع العود الفيتنامي الأصلي على تشققات دقيقة تشكل "خريطة طبيعية" تعكس عمر الشجرة وظروف نموها. تُعتبر هذه التشققات مؤشرًا على عملية التبلور البطيئة للراتنج، والتي تستغرق عقودًا. في المقابل، تُظهر المنتجات الصناعية أنماطًا ميكانيكية أو متكررة، مما يدل على استخدام تقنيات ضغط عالي غير طبيعية.
الرائحة: المفتاح الرئيسي للتمييز
تتميز رائحة العود الفيتنامي بطبقات عطرية معقدة تبدأ بحلاوة عسلية خفيفة، تليها نفحات ترابية، وتنتهي بلمسة باردة تشبه رائحة القرنفل. وفقًا لتجار تقليديين في هانوي، فإن الرائحة الأصيلة تبقى في الجو لأكثر من 6 ساعات دون تغيير جذري في طابعها. أما العطور المقلدة فتفقد كثافتها خلال ساعتين أو تتحول إلى رائحة لاذعة تشبه الكحول.
أثبتت تحاليل كروماتوغرافيا الغاز (GC-MS) التي نُشرت في مجلة "العطور الشرقية" (2022) وجود مركبات مثل البنزيل أسيتون وأغاروفوران بشكل طبيعي في العود الفيتنامي. تُنتج هذه المركبات تفاعلات كيميائية فريدة عند الاحتراق، بينما تفتقر المقلدات إلى هذه التركيبة المعقدة، مما يجعل رائحتها أحادية البعد.
الوزن النوعي والكثافة
يُظهر الخشب العطري الأصلي من فيتنام كثافة عالية غير متناسبة مع حجمه، حيث يتراوح وزنه النوعي بين 1.1-1.3 جم/سم³. تُعزى هذه الخاصية إلى تشبع الألياف بالراتنجات التي تزيد من كتلته دون تغيير حجمه الظاهري. عند وضع القطعة في الماء العذب، تغوص القطع الأصيلة ببطء بينما تطفو المقلدات بسبب مساميتها العالية.
تشير تجارب معهد استاندارد الشرق الأوسط للفحص (2023) إلى أن الفرق الوزني بين العود الحقيقي والمقلد يمكن أن يصل إلى 40% لنفس الحجم. تعكس هذه الخاصية ليس فقط جودة الخشب، ولكن أيضًا الظروف البيئية التي نمت فيها الشجرة، حيث تحتاج الأشجار المعمرة إلى عقود لتطوير هذه الكثافة الراتنجية.
تفاعلات الاحتراق والرماد
عند حرق شظية صغيرة من العود الفيتنامي الأصلي، ينتج دخان أبيض كثيف يتصاعد بشكل حلزوني، بينما تنتج المقلدات دخانًا رماديًا مستقيمًا. يُترك الرماد الناتج عن الاحتراق الأصلي بشكل مسحوق ناعم ذي لون أبيض عاجي، في حين يظهر الرماد المزيف كتلاً صلبة مع بقع سوداء.
تُظهر صور المجهر الإلكتروني (SEM) التي حللها د. خالد فاروق في كتاب "أسرار العود" (2021) أن الرماد الأصلي يحتوي على بلورات سكرية مجهرية تتشكل من تحلل الراتنجات الطبيعية، بينما تظهر المقلدات جزيئات كربونية غير منتظمة. هذه التفاعلات الكيميائية تشكل دليلاً لا يُدحض في عملية التمييز.