الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة

يعتبر استخدام البخور وخاصةً خشب العود مصدرًا للتهديد الصحي لمن يعانون من الربو أو التهاب الشعب الهوائية. تطلق مواد مثل البنزين والفورمالديهايد عند احتراق العود، والتي تُهيج الأغشية المخاطية وتُفاقم الأعراض وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "Environmental Health Perspectives" عام 2020. كما أن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن الاحتراق غير الكامل قد تصل إلى الرئتين مسببة التهابات حادة. يشير الدكتور خالد الحمادي، أخصائي أمراض الصدر في جامعة القاهرة، إلى أن استنشاق دخان العود يزيد من نوبات السعال وضيق التنفس لدى 70% من المرضى الذين شاركوا في بحثه عام 2022. لذلك يُنصح هؤلاء المرضى بتجنب الأماكن المغلقة حيث يُحرق العود، والاعتماد على وسائل التهوية الحديثة لتنقية الهواء.

الحوامل والأطفال دون الخامسة

تؤثر المركبات العضوية المتطايرة في دخان العود سلبًا على النمو العصبي للأجنة والأطفال. وجدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عام 2021 أن التعرض المطول لهذه المواد يرتبط بزيادة خطر الإعاقات الذهنية بنسبة 18%. كما أن جهاز المناعة غير الناضج لدى الأطفال يجعلهم أكثر عرضة للالتهابات الرئوية المتكررة. تُحذر الدكتورة ليلى عبد الرحمن، أستاذة طب الأطفال في الرياض، من استخدام العود في غرف النوم الخاصة بالرضع، موضحةً أن تركيز المواد السامة يبقى عاليًا لمدة 6 ساعات بعد الإطفاء. وتوصي باستبداله بالزيوت العطرية المخففة أو أجهزة التبخير البارد التي تقلل المخاطر بنسبة 90% وفقًا لتجارب معملية.

المصابون بالحساسية الكيميائية المتعددة (MCS)

يُظهر مرضى MCS ردود فعل مفرطة تجاه الروائح الكيميائية حتى لو كانت طبيعية المصدر مثل العود. تُشير جمعية الحساسية الأمريكية إلى أن 45% من هذه الحالات تُعاني من صداع نصفي وتشنجات عضلية عند استنشاق الدخان. يعود ذلك إلى فرط نشاط الجهاز العصبي المركزي في تفسير المنبهات الشمية كتهديدات وفقًا لنظرية الدكتور إبراهيم السيد في كتابه "كيمياء الحواس" (2023). توصي البروتوكولات العلاجية الحديثة لهذه الفئة بتجنب كامل للمنبهات الشديدة، واستخدام فلترات الهواء ذات الكفاءة العالية (HEPA) التي تزيل 99.97% من الجسيمات العالقة. كما تُؤكد الدراسات أن التعرض المتكرر قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض بشكل دائم، مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية صارمة.