المعرض الدولي للعود في الصين: جسر ثقافي بين الشرق والغرب

chenxiang 4 2025-07-11 06:38:32

المعرض الدولي للعود في الصين: جسر ثقافي بين الشرق والغرب

تعد الصين من أبرز الدول الرائدة في إنتاج وتجارة العود العالمي، حيث يقام المعرض الدولي للعود سنوياً كمحفل يجمع الخبراء والتجار والمهتمين بهذا المجال. يشكل هذا الحدث منصةً فريدةً لتبادل المعارف حول تقنيات الاستخراج التقليدية والحديثة، حيث تُعرض أساليب مبتكرة لجمع راتنج العود دون الإضرار بالغابات، وفقاً لدراسات مركز أبحاث البيئة في قوانغتشو (2023). كما يسلط المعرض الضوء على التطورات التكنولوجية في تحليل جودة العود، حيث تستخدم أجهزة الاستشعار المتطورة لتحديد تركيز المواد العطرية بدقة تصل إلى 99.7%، وفقاً لتقارير اتحاد تجار العود الآسيوي. هذه الابتكارات تساعد في الحفاظ على السمعة التاريخية للعود الصيني الذي ذكره ابن بطوطة في رحلاته كمادة ثمينة "تفوق الذهب رائحةً وقيمة".

الأبعاد الاقتصادية: محرك تنمية مستدامة

يساهم المعرض في تنشيط الاقتصاد المحلي عبر جذب أكثر من 50,000 زائر سنوياً، وفق إحصاءات وزارة التجارة الصينية 2023. تظهر البيانات أن حجم التداول التجاري خلال الحدث يتجاوز 300 مليون دولار، مع نمو مضطرد بنسبة 15% سنوياً منذ 2018. يشجع هذا الحدث الشركات الصغيرة على الابتكار في تصميم المنتجات الثانوية، مثل العطور والأدوية التقليدية. دراسة حديثة لجامعة تشجيانغ أظهرت أن 40% من العلامات التجارية الناشئة في هذا القطاع حصلت على تمويلها الأول خلال فعاليات المعرض.

حوار الحضارات: العود لغة عالمية

يحول المعرض العود من مجرد سلعة إلى أداة للتواصل الثقافي. المشاركون من 40 دولة يناقشون الرموز الروحية للعود في الأديان المختلفة، حيث يشير البروفيسور أحمد المنصوري من جامعة الإمارات إلى أن "رائحة العود تشكل جسراً روحياً بين معابد آسيا وجوامع الخليج". تضم الفعاليات ورش عمل تفاعلية تعلم الزوار فنون "الخط الصيني بالعود السائل"، وهي ممارسة تجمع بين الفنون البصرية والحسية. تقول الفنانة ليانغ شيوي: "عندما يذوب قلم البخور في الرسم، تتحول الحروف إلى رقصات عطرية".

استدامة البيئة: توازن بين الربح والحماية

يواجه المعرض تحديات بيئية جادة، حيث تشير منظمة "غرين ووتش" إلى أن 60% من أشجار العود البرية مهددة بالانقراض. كرد فعل، أطلق المنظمون مبادرة "غابة العود الذكية" التي تعتمد على الزراعة الدقيقة باستخدام الأقمار الصناعية. تمكنت الصين من زيادة المساحات المزروعة بنسبة 200% خلال خمس سنوات عبر هذه التقنيات، وفقاً لتقرير البنك الدولي 2023. كما أعلن المعرض عن منع تداول العود غير المعتمد بيئياً، في خطوة أشاد بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة كـ"نموذج يحتذى في المؤتمرات العالمية".
上一篇:التاريخ العريق للبخور في الثقافة العربية
下一篇:العلاقة بين خشب العود والأبراج الصينية: لماذا تتجنب هذه الأبراج الثلاثة؟
相关文章