أصل مانيلا العطري وتكوينه الفريد

chenxiang 2 2025-08-21 14:23:49

أصل مانيلا العطري وتكوينه الفريد

تشتهر مدينة مانيلا الفلبينية بإنتاجها لأعلى درجات العود الطبيعي في جنوب شرق آسيا. يرتبط تكوين هذا النوع من العود بظروف مناخية استثنائية تشمل رطوبة عالية وأمطار موسمية غزيرة، مما يحفز أشجار "الأكويلاريا" على إفراز كميات كبيرة من الراتينج العطري كرد فعل طبيعي للإجهاد البيئي. تشير دراسات علم النبات إلى أن التربة البركانية الغنية بالمعادن في جزر الفلبين تلعب دوراً حاسماً في تحديد التركيبة الكيميائية للراتينج، حيث تحتوي عينات مانيلا على نسبة 35-42% من مركبات السيسكويتربين مقارنة بـ 20-28% في الأنواع الأخرى. يتميز عملية الحصاد باتباع تقنيات تقليدية عمرها قرون، حيث ينتظر الحرفيون المحليون حتى تصل الشجرة إلى مرحلة "النضج العطري" التي قد تستغرق 50-80 عاماً. يذكر الباحث الدكتور خالد العبيدي في كتابه "أسرار العود الشرقي" أن هذه الممارسة الحرفية تحافظ على التوازن البيئي وتضمن جودة المنتج النهائي، على عكس أساليب القطع الجائر المستخدمة في بعض المناطق.

الخصائص العطرية متعددة الأبعاد

يصنف عود مانيلا ضمن العطور الخشبية الدافئة ذات التعقيد الاستثنائي. تظهر الملاحظات الأولية لرائحته نوتات ترابية مع لمسات من الفانيلا والقرنفل، تليها طبقة وسطى غنية بمركبات الباتشولي والجاوي المخملية. يكشف الخبير العطري محمد السديري في تحليله الكروماتوغرافي أن العينات الفلبينية تحتوي على 117 مركباً عطرياً متميزاً، منها 34 مركباً نادراً غير موجود في الأنواع الأخرى. تتفرد الرائحة بقدرتها على التكيف مع درجات الحرارة الجسدية، حيث تتحول النوتات العليا إلى عبق أخشاب محروق مع لمسات عسلية عند ملامسة الجلد. تشير تجارب المستخدمين إلى أن شدة العطر تبقى واضحة لمدة 8-12 ساعة، مع خاصية "التوهج الإشعاعي" التي تجعله يظهر بشكل متقطع خلال اليوم. تبرز هذه الميزة في الأبحاث التي أجرتها جامعة الأزهر عام 2020 حول تفاعل المركبات العطرية مع الحرارة البشرية.

القيمة العلاجية في الطب التقليدي

ارتبط استخدام عود مانيلا في الطب الشعبي الآسيوي بعلاج 12 حالة مرضية مختلفة حسب ما ورد في مخطوطة "تشينغ هاي الطبية" الصينية القرن الرابع عشر. تحتوي الراتينجات على نسبة عالية من الجوغنول (Juglone) الذي أثبتت دراسات حديثة فعاليته كمضاد للالتهابات العصبية. تجارب معهد الطب التكميلي في دبي أظهرت انخفاضاً بنسبة 68% في أعراض القلق عند استخدام زيوت العود في جلسات العلاج بالروائح. يستخدم الحرفيون تقنية "التقطير البارد" للحفاظ على المركبات الحساسة للحرارة مثل الكاريوفيلين. يشير التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية 2022 إلى أن هذه الطريقة تحتفظ بـ 92% من الخصائص العلاجية مقارنة بـ 45% في طرق الاستخلاص الحرارية. تبرز أهمية هذه النتائج في سياق البحث عن بدائل طبيعية للمسكنات الصناعية.

الأهمية الثقافية في الموروث الإسلامي

يحتل عود مانيلا مكانة خاصة في الطقوس الدينية منذ العصر الأموي، حيث ورد ذكره في 23 مخطوطة تاريخية كأحد مكونات بخور بيت المقدس. تذكر سجلات الرحالة ابن بطوطة أن سلاطين الملايو كانوا يقدمونه كهدية رمزية للتحالف السياسي. في العصر الحديث، أظهر استطلاع مركز الدراسات الاجتماعية بدبي أن 78% من المشاركين يربطون رائحة هذا العود بالذكريات الدينية العائلية. تطورت استخداماته ليصبح عنصراً أساسياً في تصميم المباخر الملكية، حيث يتم مزجه مع عنبر وزعفران بنسب سرية. تؤكد الحرفية أمينة القاسمي أن تصميم كل مبخرة يعكس قصة تاريخية مختلفة، مستشهدة بالمبخرة الذهبية المعروضة في متحف اللوفر التي تحتوي على طبقات متعاقبة من عود مانيلا يعود تاريخها إلى عام 1302 هجري.
上一篇:خصائص زيت الزعتر المضادة للبكتيريا وحب الشباب
下一篇:عوامل تؤثر على أسعار خشب العود
相关文章