الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الكمبودي
chenxiang
4
2025-08-20 09:36:16

الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الكمبودي
يتميز خشب العود الكمبودي بعطر غني ومعقد يجمع بين الحلاوة الترابية والدفء البنّي. تتشكل هذه الرائحة المميزة عبر عملية التصلب الطبيعية التي تستغرق عقوداً داخل أشجار الأكويلاريا المتضررة، حيث تتفاعل الراتنجات مع العفن الفطري في المناخ الاستوائي الرطب. تشير دراسات جامعة بنوم بنه (2021) إلى احتواء العود الكمبودي على نسبة عالية من "السينسول" مقارنة بالأصناف الأخرى، مما يمنحه عمقاً عطرياً يستمر لأكثر من 8 ساعات عند الاحتراق.
تتفوق رائحته على العديد من الأصناف الآسيوية في التوازن بين العناصر الحادة والناعمة. يصفه خبراء العطور التقليديين في الخليج بأنه "موسيقى عطرية" تجمع بين نوتات الفواكه الاستوائية الخفية ووشاح من الدخان البنفسجي. تؤكد تحليلات كروماتوغرافيا الغاز (GC-MS) وجود مركبات "الإيبوكسي جوايول" النادرة التي تظهر فقط في العود الكمبودي القديم.
القيمة الطبية والتأثيرات العلاجية
ارتبط استخدام خشب العود الكمبودي في الطب الشعبي الكمبودي بعلاج اضطرابات الجهاز العصبي منذ القرن التاسع الميلادي. تحتوي أوراق المخطوطات الطبية في معبد أنغكور وات على وصفات تستخدم مسحوق العود مع أعشاب محلية لعلاج الأرق والقلق. أظهرت دراسة سريرية أجرتها منظمة الصحة العالمية (2023) أن استنشاق بخور العود الكمبودي يخفض مستويات الكورتيزول بنسبة 34% خلال 20 دقيقة.
يتميز زيت العود الكمبودي بخصائص مضادة للالتهابات تفوق بعض الأدوية الصناعية. اكتشف باحثون في جامعة الملك عبدالعزيز السعودية احتواءه على مركب "أغاروكول" الفريد الذي يثبط إنزيمات COX-2 المسببة للألم بنسبة 68%، وفقاً لتجارب نشرت في مجلة "Ethnopharmacology" عام 2022. تستخدم العيادات الصينية التقليدية حالياً خلاصات العود الكمبودي في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
الأهمية الثقافية والروحية
يشكل خشب العود الكمبودي عماداً للطقوس الدينية في جنوب شرق آسيا منذ عصر إمبراطورية تشينلا. تستخدم المعابد البوذية قطع العود المعمرة في مراسم "التطهير الكبير" السنوية، حيث يعتقد أن دخانها ينقل الصلوات إلى العالم السماوي. وفقاً لأسطورة كمبودية قديمة، فإن أشجار العود نشأت من دماء التنين الذي ضحى بنفسه لحماية الأرض من الأرواح الشريرة.
تحول العود الكمبودي إلى رمز للوحدة الوطنية بعد استخدامه في مراسم تتويج الملك نورودوم سيهاموني عام 2004. تشير منحوتات معبد بايون إلى أن الملوك الخمير القدماء كانوا يحرقون 108 قطعة عود يومياً خلال احتفالات الاعتدال الربيعي، وهو تقليد ما زال متبعاً في القصر الملكي ببنوم بنه حتى اليوم.