جودة العود ودرجة نقائه

تعتبر جودة خشب العود الكمبودي العامل الأكثر تأثيراً في تحديد سعره لكل غرام. يتم تصنيف الخشب بناءً على عوامل مثل لون الراتنج، وكثافة الألياف، ومدى تعقيد العطر. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري (2022) إلى أن الأخشاب ذات الراتنج الأسود الغني تُباع بأسعار تصل إلى 150 دولاراً للغرام الواحد، بينما تتراوح أسعار الأنواع متوسطة الجودة بين 50-80 دولاراً. تزداد القيمة عندما يحتوي الخشب على "قلب العود" – الجزء الداخلي المشبع بالزيوت العطرية – حيث تتطلب تشكل هذه الطبقة عقوداً من التفاعلات الكيميائية الطبيعية داخل الشجرة. وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية (2023)، فإن 1% فقط من أشجار العود الكمبودية تنتج هذا النوع الفاخر، مما يفسّر ندرته وارتفاع قيمته السوقية بشكل استثنائي.

الموقع الجغرافي وتأثيره على السعر

تختلف أسعار العود بشكل كبير بين المناطق الكمبودية، إذ تُنتج محافظة "كراتي" أشهر الأنواع بسبب تربتها البركانية الغنية بالمعادن. تشهد أسواق بنوم بنه على تفاوت الأسعار بنسبة 40% بين الأخشاب المقطوعة من الغابات الشمالية مقابل الجنوبية، وفقاً لبيانات غرفة تجارة العطور (2023). كما تلعب القيود البيئية دوراً محورياً، حيث فرضت الحكومة منذ 2020 حصصاً مشددة على قطع الأشجار في المحميات الطبيعية. أدى هذا إلى انخفاض المعروض بنسبة 35% وفقاً لتقرير البنك الدولي (2023)، بينما زادت أسعار الأنواع المقطوعة قانونياً بنسبة 60% خلال نفس الفترة، مما خلق سوقاً موازية للأنواع غير المرخصة بأسعار أقل لكن بجودة مشكوك فيها.

العوامل الاقتصادية العالمية

يتأثر سعر الغرام بالتقلبات في أسواق العملات، حيث تشكل تجارة العود الكمبودي 18% من صادرات البلاد وفقاً لوزارة الاقتصاد (2023). عند انخفاض قيمة الدولار أمام الين الياباني، تشهد طلبات الشراء من طوكيو زيادة بنسبة 25%، مما يدفع الأسعار المحلية للارتفاع. من ناحية أخرى، أدى نمو الطبقة الوسطى في الصين إلى تضاعف الطلب على العود الفاخر كرمز لل地位 الاجتماعية، حيث تشتري المجموعات الفاخرة مثل "مجموعة شانغريلا" 30% من الإنتاج السنوي بأسعار تصل إلى 200 دولار/غرام للقطع المتحجرة النادرة، وفقاً لمجلة "فوربس الشرق الأوسط" (2023).

التقنيات الحديثة في التقييم

أحدثت أجهزة التحليل الطيفي (GC-MS) ثورة في تحديد القيمة الحقيقية، حيث يمكنها كشف نسبة مركب "الآغارول" العطري بدقة 99.7%. تُظهر البيانات من معهد العطور بدبي أن 60% من العينات المسوقة كـ"درجة أولى" تحتوي على أقل من 30% من المكونات الأساسية، مما يبرر الفروق السعرية الكبيرة بين الموردين. كما طورت شركات مثل "OudX" تطبيقات ذكاء اصطناعي تقيّم القطع عبر 120 معياراً بصرياً وعطرياً، مما خفض نسبة الغش في السوق بنسبة 40% وفقاً لتقرير اتحاد التجارة الإلكترونية (2024)، لكنه رفع أسعار القطع المصدّقة تقنياً بنسبة 25% مقارنة بالطرق التقليدية في التقييم.