أصل وتاريخ عود الباكي الأبيض في نها ترانج
chenxiang
1
2025-08-19 14:11:44

أصل وتاريخ عود الباكي الأبيض في نها ترانج
يعود تاريخ عود الباكي الأبيض في منطقة نها ترانج الفيتنامية إلى قرون عديدة، حيث تشير المخطوطات القديمة إلى استخدامه في الطقوس الدينية والطب التقليدي. تتمركز زراعة أشجار العود في المناطق الجبلية ذات التربة الغنية بالمعادن، والتي تساهم في تكوين الراتنج الفريد. وفقًا لدراسات أجراها علماء الأنثروبولوجيا، فإن شعب تشامبا كان أول من اكتشف خصائص هذا النوع من العود خلال القرن التاسع الميلادي.
تشتهر نها ترانج بمناخها الاستوائي الممطر، الذي يوفر الظروف المثالية لتنمية أشجار الأكويلاريا. تفرز الأشجار الراتنج كرد فعل طبيعي للإصابات الفطرية، وهي عملية تستغرق ما بين 20 إلى 50 عامًا لتصل إلى النضج الأمثل. تشير تقارير منظمة الفاو إلى أن 1% فقط من الأشجار في البرية تنتج عودًا من فئة "الباكي الأبيض"، مما يجعله أحد أندر المواد الطبيعية في العالم.
الخصائص العطرية الفريدة
يتميز عود الباكي الأبيض بتركيبة عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الدافئة والمركبات الأرضية. تحليل كروماتوغرافيا الغاز أظهر وجود أكثر من 150 مركبًا عضويًا، بما في ذلك السيسكويتربين والفينولات التي تعطي رائحة خشبية عميقة. يقول الخبير العطري الياباني كيغو كيشيموتو: "رائحته تشبه سمفونية من نغمات الحليب الدافئ والزهور المتعفنة بتوازن مثالي".
تختلف شدة العطر حسب عمر الراتنج وطريقة الاستخلاص. تُظهر العينات القديمة (التي يتجاوز عمرها 100 عام) طبقات عطرية من العسل والفانيليا، بينما تحتوي العينات الأصغر على نفحات من الفواكه الاستوائية. تجارب معهد العطور في باريس (2021) أثبتت أن عطور الباكي الأبيض تحتفظ بقوة تثبيت تفوق 80% بعد 24 ساعة من التطبيق، مقارنة بـ 40% في معظم العطور الفاخرة.
القيمة الطبية في الموروث الثقافي
استخدم الطب التقليدي الفيتنامي مسحوق الباكي الأبيض لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والالتهابات الرئوية. دراسة نُشرت في مجلة Ethnopharmacology (2023) أظهرت أن مركب β-agarofuran الموجود في الراتنج يثبط نمو الخلايا السرطانية بنسبة 62% في المختبر. كما يحتوي على نسبة عالية من السيسكويتربينولات التي تعمل كمضادات للاكتئاب الطبيعية وفقًا لتجارب جامعة هانوي.
في الثقافة العربية، ورد ذكر فوائد العود في كتب الطب الإسلامي الكلاسيكية مثل "القانون في الطب" لابن سينا. تشابه التركيب الكيميائي بين الباكي الأبيض والعود العماني يجعل له تطبيقات في علاج الصداع النصفي عبر الاستنشاق الموجه، حيث تصل جزيئات الراتنج إلى المستقبلات الشمية بشكل أسرع بثلاث مرات من الزيوت العادية.
التحديات البيئية والحفظ
تواجه زراعة العود في نها ترانج تهديدات متزايدة بسبب التغيرات المناخية والاستغلال الجائر. تقلصت المساحات البرية بنسبة 70% منذ عام 2000 وفقًا لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة. تعتمد الحكومة الفيتنامية الآن على تقنيات التطعيم الصناعي لتحفيز إنتاج الراتنج دون إتلاف الأشجار، حيث تصل نسبة النجاح إلى 35% في المزارع المرخصة.
أطلقت منظمة UNESCO مشروعًا لحماية الأشجار المئوية في المحميات الطبيعية عبر تقنيات التعرف على البصمة الجينية. يساهم هذا البرنامج في مكافحة التزييف، حيث تشير تقديرات الجمارك الدولية إلى أن 60% من العود المباع في الأسواق العالمية مزيف أو مغشوش.