تاريخ تبغ العود في جنوب شرق آسيا: جذور تمتد لقرون

chenxiang 2 2025-08-19 14:11:42

يعود استخدام خشب العود في صناعة التبغ إلى القرن التاسع الميلادي، حيث تشير مخطوطات أسفار الملوك الجاوية إلى استخدامه في الطقوس الملكية. ازدهرت تجارة العود مع توسع طرق التجارة البحرية بين الممالك العربية وآسيا، حيث كان التجار اليمنيون والعُمانيون أوائل من أدخلوه إلى شبه الجزيرة العربية. بحلول القرن الخامس عشر، أصبحت موانئ آتشيه في إندونيسيا وباتاني في تايلاند مراكز عالمية لتصدير العود، وفقاً لدراسات البروفيسور أحمد رشدي من جامعة الأزهر.

الخصائص الفريدة لتبغ العود الآسيوي

يتميز تبغ العود الجنوب شرق آسيوي بتركيبة كيميائية معقدة تحتوي على أكثر من 150 مركباً عطرياً، بحسب تحاليل معهد أبحاث الكيمياء العضوية في كوالالمبور. تتفاعل هذه المركبات مع حرارة الجمرة لتنتج نكهات متدرجة تتراوح بين الحلاوة الخشبية في البداية إلى المرارة الدخانية في النهاية. تختلف الخصائص بشكل كبير بين المناطق، حيث يُعتبر عود فيتنام الأكثر اعتدالاً مقارنة بالكمبودي ذو النكهة القوية الذي يحتاج إلى تعتيق لمدة 7 سنوات وفق التقاليد المحلية.

الجوانب الثقافية والدينية في الاستخدام

يحتل تبغ العود مكانة خاصة في الممارسات الروحية بالمنطقة، حيث يُستخدم في طقوس استرضاء الأرواح عند قبائل التوراجا في سولاويزي. في المجتمعات المسلمة، يفضّل العديد من المتصوفة استخدامه أثناء حلقات الذكر لاعتقادهم بقدرته على تنقية الأجواء الروحية. دراسة ميدانية أجرتها جامعة الأمير سونكلا في عام 2022 أظهرت أن 68% من مستخدمي الشيشة في جنوب تايلاند يربطون بين تبغ العود والممارسات الدينية التقليدية.

التحديات البيئية والاقتصادية

أدى الطلب العالمي المتزايد إلى انخفاض مخزون أشجار العود الطبيعي بنسبة 70% خلال العقدين الماضيين، وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة. تواجه الحكومات معضلة بين الحفاظ على الموارد ودعم المجتمعات المحلية التي يعتمد 40% من سكانها على هذه الصناعة في لاوس وشمال ماليزيا. مبادرات إعادة التشجير التي بدأتها بروناي عام 2018 نجحت في زيادة المساحات الخضراء بنسبة 15%، لكنها ما زالت تواجه تحديات تتعلق ببطء نمو الأشجار التي تحتاج إلى 25 عاماً للوصول إلى النضج.
上一篇:الروائح المتعددة لخشب العود: رحلة بين الحواس والثقافة
下一篇:طريقة استخدام زيت خشب الصندول في العلاج بالروائح
相关文章