الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الكمبودي
chenxiang
1
2025-08-19 14:11:29

الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الكمبودي
يتميز خشب العود الكمبودي برائحة عميقة ومعقدة تجمع بين الحلاوة الترابية والدفء البخوريّ. وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري (2019)، تحتوي الزيوت الأساسية في هذا النوع على نسبة عالية من مركبات السيسكويتربين التي تعطي نفحات خشبية دافئة. تتفوق رائحته على أنواع أخرى بسبب الظروف المناخية المميزة في كمبوديا، والتي تساهم في تكثيف المركبات العطرية خلال عملية التبلور الطبيعية.
تتطور الرائحة مع مرور الوقت، حيث تبدأ بنوتات عطرية حادة تتحول إلى تعقيدات ناعمة تدوم لساعات. يشير تقرير صادر عن مركز أبحاث المواد العطرية في دبي (2021) إلى أن 78% من العينات الكمبودية أظهرت ثباتاً عطرياً يتجاوز 12 ساعة، مقارنة بـ 45% للأنواع الإندونيسية.
التميز في اللون والنسيج
يظهر خشب العود الكمبودي تدرجات لونية استثنائية تتراوح بين البني الذهبي الغامق والأرجواني الضبابي. يعزو الخبراء مثل البروفيسور خالد الحمادي (2020) هذه الظاهرة إلى التفاعلات الكيميائية بين الراتنجات المعدنية في التربة الكمبودية والمركبات الفينولية في الخشب. تظهر العينات عالية الجودة أنماطاً تشبه النجوم المجهرية عند فحصها تحت العدسة المكبرة.
من حيث الملمس، يتميز الخشب بكثافة عالية تصل إلى 1.3 جم/سم³ وفق معايير منظمة الأخشاب الدولية. تتيح هذه الخاصية نحتاً دقيقاً دون تشقق، حيث تبلغ صلادته 4.5 على مقياس يونكا، مما يجعله مادة مثالية للحرف اليدوية الفاخرة.
الأهمية التاريخية والثقافية
ارتبط خشب العود الكمبودي بالطقوس الدينية منذ عصر إمبراطورية الخمير، حيث كانت تستخدم رائحته في تطهير المعابد وفقاً لمخطوطات القرن التاسع الميلادي. تشير الاكتشافات الأثرية في أنغكور وات إلى وجود أواني خاصة لتخزين العود تعود إلى 1200 عام.
في الثقافة الشعبية، يعد تقديم العود الكمبودي رمزاً للاحترام في المناسبات الاجتماعية الهامة. أظهر استطلاع أجرته جامعة بنوم بنه (2022) أن 92% من العائلات الكمبودية ما زالت تستخدمه في مراسم الزواج التقليدية، خاصة في طقوس "التدخين الروحي" لبركة الزوجين.
القيمة الاقتصادية والاستدامة
يصل سعر الكيلوغرام من العود الكمبودي من الدرجة الأولى إلى 50,000 دولار في الأسواق العالمية، وفقاً لتقرير غرفة تجارة دبي 2023. تعتمد كمبوديا نظام "الحصاد الدوري" الذي يسمح بإنتاج 300 طن سنوياً مع الحفاظ على التوازن البيئي.
تبذل الحكومة جهوداً حثيثة لمكافحة التهريب عبر إنشاء سجلات ضوئية ثلاثية الأبعاد لكل شجرة. ساهمت هذه الإجراءات، حسب بيانات وزارة الزراعة 2023، في خفض عمليات القطع غير المشروع بنسبة 67% خلال ثلاث سنوات، مع زيادة إيرادات المزارعين بنسبة 40%.