جودة الخشب ومصدره

chenxiang 2 2025-08-16 06:21:16

جودة الخشب ومصدره

تعتبر جودة خشب العود العامل الأبرر في تحديد سعر مسبحة العود الجنوب آسيوي. يُنتج خشب العود من أشجار "الأكويلاريا" التي تُفرز راتينجاً عطرياً عند إصابتها بفطريات طبيعية، وتختلف كثافة هذا الراتينج بين الأشجار. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2022، فإن العود الكمبودي ذو الراتينج الغالي يتراوح سعره بين 500 إلى 3000 دولار للكيلوغرام، بينما تصل أسعار الأنواع النادرة مثل "العود الملكي" إلى 10,000 دولار. تؤثر أيضاً فترة التكوين الطبيعية للراتينج على القيمة. الأشجار التي استغرقت 50 عاماً أو أكثر في تكوين الراتينج تنتج عطوراً أعمق وأطول عمراً، مما يرفع سعر المسبحة إلى 800–1500 دولار. في المقابل، تُباع المسابح المصنوعة من أخشاب مُعالَجة صناعياً (التي تُنقع في الزيوت) بأسعار تبدأ من 50 دولاراً فقط.

حجم الحبات وتصميمها

يُعد حجم حبات المسبحة عاملاً حاسماً في التسعير. تشير بيانات من سوق دبي للعود إلى أن المسابح ذات الحبات الكبيرة (10–12 مم) تُباع بأسعار أعلى بنسبة 40% مقارنة بالحجم القياسي (8 مم). يرجع هذا إلى زيادة كمية الخشب المستخدمة، حيث يتطلب إنتاج حبة واحدة بحجم 12 مم قطعاً خشبية أكبر قد تحتوي على مناطق راتينجية نادرة. لا يقتصر الأمر على الحجم فحسب، بل يشمل التعقيد الهندسي. المسابح ذات الأشكال المخروطية أو المنقوشة بزخارف إسلامية معقدة تتطلب مهارات حرفية عالية، مما يضيف 30–70% إلى التكلفة الإجمالية. على سبيل المثال، مسبحة "النجمة الثمانية" التي صممها الحرفي العُماني خالد السعدي عام 2021 بيعت بمبلغ 2,200 دولار بسبب تفاصيلها الدقيقة.

شهادات الجودة والأصالة

أصبحت الشهادات الدولية عاملاً محورياً في ثقة المشتريين العرب. وفقاً لتقرير غرفة تجارة الرياض 2023، فإن 78% من المشترين يفضلون المسابح المرفقة بشهادة "CITES" التي تثبت شرعية مصادر الخشب، مما يرفع سعرها 15–25% مقارنة بالمنتجات غير المعتمدة. تضمن شهادات مثل "ISO 3632" للمواصفات الكيميائية جودة الرائحة وثباتها. دراسة أجرتها جامعة الملك خالد أثبتت أن المسابح المعتمدة تحتفظ بـ 90% من عطرها بعد 5 سنوات، مقابل 60% فقط في المنتجات العادية. هذه الميزة تبرر فروق الأسعار التي تصل إلى 300 دولار بين المسبحة المعتمدة وغيرها.

السياق الثقافي والتاريخي

تلعب القصص التاريخية دوراً مهماً في تحديد القيمة. مسبحة تعود إلى القرن التاسع عشر من مملكة ترنجانو الماليزية بيعت بمزاد في الدوحة 2022 مقابل 18,000 دولار، ليس لقيمتها المادية فحسب، بل لارتباطها بتاريخ السلاطين. في الثقافة العربية، تُعتبر المسابح ذات الأرقام المقدسة (مثل 33 أو 99 حبة) أكثر طلباً. أظهر مسح لـ 500 مشترٍ في الإمارات أن 65% منهم مستعدون لدفع ضعف السعر للحصول على مسبحة 99 حبة مصنوعة من عود بورنيو النادر، مقارنة بتصميمات الأعداد العادية.
上一篇:المظهر الخارجي لخشب العود الإندونيسي
下一篇:أصول تاريخية وثقافية لمسابح خشب العود في كمبوديا
相关文章