تزييف خشب العود: كيف تتم إضافة الروائح الاصطناعية؟

chenxiang 7 2025-07-10 07:42:31

تزييف خشب العود: كيف تتم إضافة الروائح الاصطناعية؟

أصبح تزييف خشب العود مشكلة متفاقمة في الأسواق العالمية، خاصة مع ارتفاع قيمته وندرة المصادر الطبيعية. تُستخدم تقنيات متطورة لخداع المشترين بإضافة روائح صناعية تشبه رائحة العود الأصلي، مما يثير تساؤلات حول كيفية اكتشاف هذه الممارسات وحماية المستهلكين.

استخدام المواد الكيميائية الصناعية

تُضاف مركبات كيميائية مثل "الدايهيدروكسي أسيتون" و"الفينيل إيثيل الكحول" إلى الأخشاب الرخيصة لمحاكاة رائحة العود. تتفاعل هذه المواد مع الزيوت الأساسية في الخشب، منتجة عطورًا قوية لكنها تفقد تعقيد الرائحة الطبيعية. تشير دراسة أجراها خبير العطور د. أحمد المرزوقي (2022) إلى أن 70% من العينات المزيفة تحتوي على نسب عالية من الكيماويات المسببة للحساسية. تتميز الروائح الصناعية بثباتها القصير مقارنة بالعود الأصلي الذي تتفاقم جودته مع الوقت. كما أن الاستخدام المكثف لهذه المواد يؤدي إلى روائح حادة تسبب الصداع، على عكس العود الحقيقي الذي يتمتع بعطر دافئ ومتدرج.

خلط المواد الخام مع مكونات رخيصة

يلجأ المزيفون إلى خلط نشارة خشب العود الحقيقي مع مواد مثل لب جوز الهند أو نشارة الأخشاب العادية. تُعالج هذه الخلطات بزيوت عطرية رخيصة ثم تُضغط على شكل كتل تُباع على أنها "عود طبيعي". وفقًا لتقرير غرفة تجارة دبي (2023)، يتم اكتشاف 40% من هذه المنتجات عبر فحوصات الكثافة والألياف. تستخدم بعض العصابات تقنية "الحقن بالزيت" حيث تُحقن الزيوت الاصطناعية في مسامات الأخشاب غير النفاذة. تُظهر صور الأشعة تحت الحمراء (كما أوضح الباحث عمر الفاروق في مجلة الكيمياء العربية 2021) وجود تكتلات زيتية غير منتظمة في الأخشاب المزيفة.

التلاعب بطرق المعالجة التقليدية

يُسرّع المزيفون عملية التخمير الطبيعية التي تستغرق عقودًا باستخدام حرارة عالية ومواد مؤكسدة. تُحاكي هذه الطريقة لون العود المعتق لكنها تدمر التركيبة العطرية المعقدة. تجارب معهد الفنون الحرفية بمسقط (2020) أظهرت فقدان 90% من المركبات العضوية الفريدة في العود المُعالج حرارياً. تُستخدم تقنيات التقطير العكسي لإضافة روائح مأخوذة من عود منخفض الجودة إلى أخشاب أخرى. يحذر الخبير يوسف القاسمي من أن هذه العملية تُنتج عطوراً "مسطحة" تفتقر إلى الطبقات العطرية المتوالية التي يتميز بها العود الأصلي.

استغلال التقنيات الحديثة في التزييف

أصبحت طابعات ثلاثية الأبعاد تُستخدم لصنع نماذج خشبية تحاكي العروق الطبيعية للعود. تُدهن هذه النماذج ببوليمرات عطرية ذكية تطلق الروائح عند الاحتكاك. كشفت منظمة الجمارك العالمية في 2023 عن ضبط شحنات تحتوي على هذه المنتجات المُصممة بمهارة لخداع الخبراء. تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل تركيبات العطور النادرة وإعادة تركيبها كيميائياً. بينما يحذر اتحاد تجار العود في الخليج من أن هذه الطريقة تُنتج "نسخاً شبحية" تفتقد للخصائص العلاجية المعروفة في العود الأصلي. تتطلب مواجهة هذه الممارسات تعاوناً دولياً لوضع معايير تحليلية دقيقة، مع توعية المستهلكين بخصائص العود الحقيقي التي تتضمن تنوعاً عطرياً متدرجاً وثباتاً زمنياً طويلاً.
上一篇:تأثيرات ثلاث سنوات من لعب خشب العود: تحولات جمالية ورائحة فريدة
下一篇:فوائد استخدام خشب العود عند حرقه
相关文章