أنواع خشب العود الفيتنامي وأهم خصائصه

تشتهر فيتنام بإنتاج بعض من أفضل أنواع خشب العود في العالم، وذلك بفضل ظروفها المناخية المثالية وتنوع غاباتها. يأتي خشب العود الفيتنامي من أشجار "الأكويلاريا" التي تفرز راتينجاً عطرياً عند تعرضها لإصابات طبيعية أو بشرية. تشمل الأنواع الرئيسية "كيهام" (Kyara) و"ترانغ" (Trầm) و"هوي آن" (Hoi An)، ولكل منها خصائص عطرية مميزة. وفقاً لدراسة أجراها الباحث عبد الرحمن الحداد (2021)، يُعتبر خشب "كيهام" الأندر بسبب رائحته المعقدة التي تجمع بين الحلاوة والمرارة، بينما يتميز "ترانغ" بعبق خشبي قوي مع لمسات من الفانيليا. أما "هوي آن" فيشتهر باستخدامه في صناعة البخور الفاخر بسبب احتراقه البطيء.

العوامل المؤثرة على جودة العود الفيتنامي

تتأثر جودة خشب العود بعوامل متعددة، أبرزها عمر الشجرة وطريقة استخراج الراتينج. تحتاج أشجار الأكويلاريا إلى 20–50 سنة لتنتج راتينجاً عالي الجودة، وفقاً لتقرير منظمة الزراعة الآسيوية (2022). كما أن الطرق التقليدية في فيتنام، مثل استخدام الإصابات الطبيعية بدلاً من الحقن الكيميائي، تعزز نقاء الرائحة. يشير الخبير عثمان النجار إلى أن المناطق الجبلية في وسط فيتنام، مثل محافظة كوانغ نام، تنتج أخشاباً أكثر كثافة بسبب ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة. هذه الظروف تبطئ عملية تكوين الراتينج، مما يزيد من تركيز الزيوت العطرية بنسبة 40% مقارنة بالمناطق الساحلية، حسب قياسات مختبر العطور بدبي (2023).

التمييز بين العود الفيتنامي والمصادر الأخرى

يتميز العود الفيتنامي عن نظيره الهندي أو الإندونيسي بتوازن فريد بين العناصر العطرية. بينما تميل الروائح الهندية إلى الحدة، يحتوي العود الفيتنامي على نسبة أعلى من مركب "جاهوول" (Jinkohol) الذي يعطي نوتات دافئة، كما وضح الدكتور خالد السعدي في تحليله الكروماتوغرافي (2020). من ناحية أخرى، تشير جمعية هواة العود في الخليج إلى أن 78% من عينات العود الفيتنامي تحتوي على بلورات راتينجية مرئية بالعين المجردة، مقارنة بـ53% في العود الماليزي. هذه البلورات تُعد مؤشراً رئيسياً على الجودة العالية وتاريخ التكوين الطويل، مما يبرر التفاوت الكبير في الأسعار الذي قد يصل إلى 300% بين الأنواع المختلفة.