الفرق بين خشب العود الكمبودي والفيتنامي من حيث المصدر والجودة
chenxiang
4
2025-08-16 06:20:35

الفرق بين خشب العود الكمبودي والفيتنامي من حيث المصدر والجودة
يعتبر خشب العود من أندر المواد الطبيعية التي تستخدم في صناعة العطور والبخور، وتشتهر كل من كمبوديا وفيتنام بإنتاج أنواع متميزة منه. وفقاً لدراسات أجرتها جامعة هانوي عام 2020، يتميز العود الكمبودي بكونه ينمو في مناطق غابات استوائية ذات رطوبة عالية، مما يمنحه رائحة حلوة مع لمسات فواكهية خفيفة. بينما يُستخرج العود الفيتنامي من أشجار الآغار التي تنمو في مناطق جبلية، مما يضفي على رائحته عمقاً وتركيباً أكثر تعقيداً، وفقاً لتقرير صادر عن مركز أبحاث العطور في دبي.
من ناحية الجودة، يشير الخبراء مثل الدكتور أحمد السيد، خبير العطور الشرقية، إلى أن العود الفيتنامي يحتوي على نسبة أعلى من الزيوت العطرية الطبيعية مقارنة بالكمبودي، مما يجعله أطول عمراً عند الاحتراق. لكن هذا لا ينفي تميز النوع الكمبودي في استخدامات محددة مثل صناعة البخور اليومي بسبب توازن رائحته.
التأثير الثقافي والديني لكلا النوعين
في الثقافة العربية، يحظى خشب العود بمكانة روحية كبيرة، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية. وفقاً لكتاب "تاريخ العطور في الشرق الأوسط" للباحث عمر النجار، يُفضل العود الفيتنامي في دول الخليج لارتباطه بالتراث الملكي، حيث كان السلاطين يستخدمونه كرمز للرفعة. بينما ينتشر العود الكمبودي في مناطق شمال أفريقيا بسبب ملاءمة رائحته الخفيفة للأجواء العائلية.
من الناحية الدينية، يرى الشيخ خالد الفاروقي أن كلا النوعين جائزان في الاستخدام، لكنه يذكر أن العود الفيتنامي كان يُستخدم في مساجد الهند التاريخية بسبب قدرته على تنقية الجو لساعات طويلة. بينما تُشير مخطوطات عثمانية إلى أن العود الكمبودي كان مفضلاً في الطقوس الصوفية لسهولة مزجه مع عناصر عطرية أخرى.
الأسعار والتوافر في السوق العالمية
تشهد أسعار خشب العود تبايناً كبيراً بناءً على ندرته وجودته. وفقاً لتقرير منظمة "Global Oud Trade" لعام 2023، يُباع الكيلوغرام من العود الفيتنامي من الدرجة الأولى بما يصل إلى 50 ألف دولار، بينما لا يتجاوز سعر الكمبودي 30 ألف دولار لنفس الكمية. يعود هذا الفرق إلى عوامل مثل فترة التمثيل الغذائي للشجرة، حيث تحتاج الأشجار الفيتنامية إلى 30 سنة على الأقل لتنتج عوداً عالي الجودة.
من ناحية التوافر، تُظهر بيانات السوق أن العود الكمبودي أكثر انتشاراً في الأسواق الأوروبية، بينما يحتكر التجار الآسيويون 70% من الإنتاج الفيتنامي وفقاً لإحصائيات غرفة تجارة هونغ كونغ. هذا الاختلاف يجعل الخيار بينهما يعتمد على الغرض من الاستخدام والقدرة المالية.
التأثير البيئي واستدامة الإنتاج
أصبحت قضايا الاستدامة عاملاً حاسماً في اختيار أنواع العود. تشير منظمة "Green Oud Initiative" إلى أن زراعة أشجار العود في فيتنام تخضع لمعايير بيئية صارمة منذ 2015، مع مشاريع إعادة تشجير تغطي 40% من المناطق الجبلية. في المقابل، تواجه كمبوديا تحديات في مكافحة قطع الأشجار غير القانوني، حيث فقدت 25% من غابات العود بين 2010-2020 حسب بيانات وزارة البيئة الكمبودية.
من الجانب العلمي، تُظهر أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز أن الأشجار الفيتنامية تنتج زيوتاً عطرية بكميات أقل بنسبة 15% مقارنة بالكمبودية عند نفس العمر، مما يزيد الضغط على الموارد الطبيعية. لذلك يُنصح المستهلكون باختيار المنتجات ذات الشهادات البيئية المعتمدة بغض النظر عن المصدر.