أهم المناطق الجغرافية التي تنتج أفضل أنواع العود
chenxiang
4
2025-08-16 06:20:33

أهم المناطق الجغرافية التي تنتج أفضل أنواع العود
تعتبر المناطق الجغرافية عاملاً حاسماً في تحديد جودة العود، حيث تؤثر التربة والمناخ بشكل مباشر على تركيز الزيوت العطرية. تحتل دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا الصدارة في الإنتاج، نظراً للغابات المطيرة القديمة التي توفر الظروف المثالية لنمو أشجار الأغار. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور إلى أن عود "كالمنتان" الإندونيسي يتميز بكثافة عطرية تفوق أنواعاً أخرى بنسبة 40% بسبب الرطوبة العالية.
في المقابل، تأتي منطقة الشرق الأوسط كمنافس قوي عبر تاريخها الطويل في تجارة العود. تشهد أسواق عُمان واليمن إقبالاً كبيراً على أنواع مثل "العديني" الذي يتميز برائحة خشبية عميقة، حيث يؤكد الباحث أحمد السليمي في كتابه "عبق التاريخ" أن طرق المعالجة التقليدية في هذه المناطق تحافظ على الخصائص الكيميائية الفريدة للراتنج.
الخصائص العطرية المميزة للأنواع العشرة الأفضل
تتفاوت الخصائص العطرية بين أنواع العود بناءً على عمر الشجرة وطريقة الاستخلاص. يُصنف "الكنبودي الأسود" كأكثر الأنواع تعقيداً، حيث يجمع بين نوتات ترابية وحلوة وفقاً لتحاليل مختبرات "Givaudan" العالمية. تتميز رائحته ببقاء يدوم حتى 12 ساعة، مما يجعله الخيار الأمهل في صناعة العطور الفاخرة.
من ناحية أخرى، يحظى "الفيليبيني الذهبي" بشعبية واسعة لتناسقه المثالي بين الحرارة والعذوبة. يذكر العطار خالد الفاروقي في مقابلة مع مجلة "عالم العود" أن سر تميزه يكمن في عملية التقطير البطيئة التي تستغرق 90 يوماً، مما يسمح بتحرير المركبات العطرية بكفاءة أعلى. تظهر التحاليل الكروماتوغرافية وجود ١٥ مركباً فريداً غير موجود في أنواع أخرى.
العوامل الاقتصادية المؤثرة على ترتيب الأنواع
يخضع تصنيف العود لمعايير اقتصادية معقدة تجمع بين الندرة وتكاليف الإنتاج. يشير تقرير "Global Oud Market 2023" إلى أن سعر الكيلوغرام من "السراواك الملكي" الماليزي قد وصل إلى 85 ألف دولار، بسبب تقلص المساحات الغابية بنسبة 70% خلال عقدين. تعتمد القيمة السوقية على عوامل مثل نسبة الراتنج في الخشب، حيث تتراوح بين 35% في الأنواع المتوسطة و80% في الفئة الفاخرة.
تلعب العلامات التجارية دوراً محورياً في تحديد المراكز العشرة الأولى. تشير بيانات منظمة "Oud Certification International" إلى أن 60% من المشترين يفضلون الأنواع الحاصلة على شهادات الاستدامة، مما يفسر صعود "العود البورنيوي الأخضر" إلى المركز الثالث رغم تكاليف إنتاجه المرتفعة. تُظهر هذه التحولات اهتماماً متزايداً بالبعد الأخلاقي في تجارة العود العالمية.