تأثير استنشاق العود لفترات طويلة على الجهاز التنفسي

يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول للعود إلى مشاكل تنفسية خطيرة بسبب الجسيمات الدقيقة المنبعثة أثناء الاحتراق. تظهر الدراسات أن حرق العود ينتج مواد مثل أول أكسيد الكربون والفورمالديهايد، والتي تُهيج الأغشية المخاطية في الرئتين. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Environmental Health Perspectives"، فإن الأشخاص الذين يستخدمون العود يوميًا معرضون لخطر الإصابة بالربو بنسبة 32% أعلى من غيرهم. كما أن الدخان الناتج يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، التي تتراكم في الجسم مع مرور الوقت. أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض المزمن لهذه المواد قد يسبب التهابات رئوية مزمنة وحتى سرطان الرئة في الحالات القصوى. لذلك، يُنصح بتجنب الاستخدام اليومي للعود، خاصة في الأماكن المغلقة.

الآثار العصبية والنفسية لاستنشاق العود المطول

رغم الاعتقاد الشائع بأن رائحة العود تساعد على الاسترخاء، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى عكس ذلك. وجدت جامعة القاهرة في دراسة عام 2020 أن التعرض الطويل لمركبات مثل البنزين في دخان العود قد يسبب الصداع المزمن وضعف التركيز. كما لاحظ الباحثون تغيرات في موجات الدماغ تشبه تلك الناتجة عن التسمم الكيميائي. بالإضافة إلى ذلك، يحذر الخبراء من أن بعض أنواع العود التجارية تحتوي على مواد كيميائية صناعية لتعزيز الرائحة، مما قد يؤثر على النواقل العصبية. وفقًا لدكتور أحمد مرسي، أستاذ علم الأعصاب، فإن هذه المواد تتداخل مع إفراز السيروتونين، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية واضطرابات في النوم على المدى الطويل.

تفاعلات الحساسية وتأثيرها على الجلد

يُعتبر الجلد أحد الأعضاء الأكثر تأثرًا بالتعرض المكثف لدخان العود. تسبب المركبات العضوية المتطايرة تفاعلات تحسسية تظهر كطفح جلدي أو احمرار، خاصة لدى ذوي البشرة الحساسة. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود بينت أن 18% من المشاركين أظهروا أعراضًا جلدية بعد استخدام متكرر للعود. الأخطر من ذلك هو أن الجسيمات الدقيقة تلتصق بالجلد وتخترق المسام، مما يؤدي إلى تسريع شيخوخة الخلايا وفقًا لتقرير الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية. هذا التفاعل التراكمي يجعل مستخدمي العود الدائمين أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما والتهابات الجلد المزمنة، حتى بعد التوقف عن الاستخدام.