فوائد استخدام العود على الصحة على المدى الطويل

يعتبر استخدام العود (اللبان) تقليدًا قديمًا في العديد من الثقافات، خاصة في المنطقة العربية. تشير الدراسات إلى أن استنشاق دخان العود قد يساهم في تحسين الحالة النفسية بسبب احتوائه على مركبات عطرية مثل السيسكويتربين، والتي تعمل على تنشيط مستقبلات الدماغ المرتبطة بالاسترخاء. باحثون من جامعة القاهرة أشاروا في دراسة عام 2020 إلى أن الروائح الطبيعية مثل العود قد تقلل من مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر. ومع ذلك، يجب الحذر من الإفراط في الاستخدام. إذ إن حرق العود ينتج جسيمات دقيقة قد تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي، خاصة لدى المصابين بالربو. منظمة الصحة العالمية حذرت من أن التعرض الطويل لدخان أي مادة محترقة يزيد مخاطر التهاب الشعب الهوائية.

التأثيرات المحتملة على الجهاز المناعي

أظهرت أبحاث في مجال الطب التكميلي أن بعض مكونات العود، مثل الزيوت الطيارة، قد تعزز الاستجابة المناعية. دراسة نُشرت في "مجلة الكيمياء النباتية" عام 2019 بينت أن مركب "α-santalol" في العود يحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء. هذا التأثير قد يساعد الجسم على مقاومة العدوى البكتيرية والفيروسية بشكل أفضل. لكن هذه النتائج لا تعني أن العود بديل عن العلاجات الطبية. البروفيسور علي عبد الرحمن، خبير الطب البديل، يشدد على ضرورة استخدامه كعامل مساعد وليس علاجًا أساسيًا. كما أن تفاعل العود مع أدوية معينة (مثل مميعات الدم) يحتاج لمزيد من البحث.

الجوانب الروحية والثقافية ودورها في الصحة

في الثقافة العربية، يرتبط استخدام العود بممارسات روحانية تعزز الإحساس بالتوازن الداخلي. الكتابات التاريخية لابن سينا تذكر أن رائحة العود تساعد في "تطهير الأجواء النفسية". هذا الجانب النفسي الروحي قد ينعكس إيجابيًا على الصحة الجسدية عبر آليات "العقل-الجسد". من ناحية أخرى، يرى علماء الاجتماع أن الطقوس الجماعية لحرق العود تعزز الروابط الاجتماعية، والتي بدورها تساهم في تحسين الصحة العقلية للمجتمعات. ومع ذلك، لا يمكن تعميم هذه الفوائد دون مراعاة الفروق الفردية في الاستجابة للروائح.

التوصيات العملية للاستخدام الآمن

للحصول على فوائد العود دون مخاطر، ينصح الخبراء بضبط وقت التعرض (لا يتجاوز ساعة يوميًا) وتهوية المكان جيدًا. كما يُفضل استخدام أنواع عالية الجودة خالية من المواد الكيميائية المضافة. الجمعية العربية للطب التكاملي توصي باستشارة أخصائي قبل استخدامه لدى الحوامل أو ذوي الأمراض المزمنة. في الختام، الاعتدال مفتاح الاستفادة من العود. بينما توجد أدلة على فوائده، إلا أن الإفراط أو الإهمال في الشروط الصحية قد يحولها إلى أضرار.