أنواع العود الكمبودي حسب المناطق الجغرافية
chenxiang
2
2025-08-14 09:31:34

أنواع العود الكمبودي حسب المناطق الجغرافية
يُعتبر العود الكمبودي من أرقى أنواع العود في العالم بسبب تنوعه الجغرافي. تنتج مناطق مثل "برياه فيهيار" و"راتاناكيري" أخشاباً ذات رائحة عميقة تُشبه الفواكه الاستوائية، بينما يتميز عود "موندولكيري" بلمحات خشبية دافئة مع تلميحات من الفانيلا. وفقاً لدراسة أجراها مركز الأبحاث الزراعية الكمبودي (2022)، فإن الاختلافات في التربة والمناخ بين المحافظات تؤدي إلى تباين واضح في تركيز الزيوت العطرية.
في منطقة "كراتي"، يُلاحظ أن أشجار العود تُنتج راتنجاً ذا لون كهرماني غامق بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، بينما تُظهر عينات من "سييم ريب" لوناً ذهبياً فاتحاً مع عبقٍ حلو. يذكر الخبير الزراعي سام ألين أن هذا التنوع يجعل كمبوديا مصدراً لا يُضاهى لتلبية الاحتياجات المختلفة لهواة العود العالميين.
التصنيف حسب طريقة التكوين الطبيعي
ينقسم العود الكمبودي إلى نوعين رئيسيين بناءً على عملية التكوين الطبيعية. النوع الأول هو "العود البري" الذي يتشكل عند إصابة الشجرة بالإجهاد البيئي أو الحشرات على مدى عقود، مما يخلق راتنجاً معقداً ذا طبقات عطرية متعددة. تشير تحاليل مختبرات العطور في دبي إلى احتواء هذا النوع على أكثر من 60 مركباً عطرياً متفاعلاً.
أما النوع الثاني فهو "العود المطعّم" حيث يقوم المزارعون بحقن فطريات خاصة لتحفيز إنتاج الراتنج. رغم أن هذه الطريقة تُقلص فترة النضج إلى 5-7 سنوات وفقاً لمنظمة التجارة الكمبودية (2023)، إلا أن الخبراء مثل د. ليلى نغوين تحذر من أن التركيب الكيميائي يفتقر إلى التعقيد الموجود في العود البري.
التمييز حسب الدرجة والجودة
يُصنف العود الكمبودي إلى ثلاث درجات رئيسية بناءً على معايير الجودة الدولية. الدرجة "الفائقة" تحتوي على أكثر من 35% من الراتنج وتُستخدم في العطور الفاخرة، حيث تُظهر صور الأشعة تحت الحمراء أنسجةً مشبعة تماماً بالزيوت. بينما تحتوي الدرجة "المتوسطة" على 15-25% راتنج، وهي الأكثر شيوعاً في صناعة البخور.
الدرجة "الاقتصادية" ذات المحتوى الراتنجي الأقل من 10% تُستخدم غالباً في الصناعات التجميلية. تجدر الإشارة إلى أن معهد المعايير الكمبودي أطلق عام 2021 نظام تصنيف جديداً يعتمد على التحليل الطيفي، مما ساهم في زيادة ثقة المشترين العالميين بنسبة 40% وفقاً لتقرير غرفة التجارة الآسيوية.
الأنواع حسب الاستخدامات التقليدية
للعود الكمبودي استخدامات متجذرة في الثقافة المحلية. يُفضل نوع "خيونغ" ذو الرائحة المدخنة في الطقوس الدينية، حيث يعتقد القرويون أن دخانه يُسهل التواصل مع الأرواح. بينما يُستخدم عود "سامراونغ" الحلو في الطب الشعبي لعلاج الصداع، إذ أظهرت دراسة جامعة بنوم بنه (2020) احتوائه على مركب السانتالول بنسبة 8.3%.
في المجال الفني، يُقدّر الحرفيون نوع "باي كمبور" لسهولة نحته وإنشاء مجسمات معقدة. تُشير السجلات التاريخية في متحف الثقافة الكمبودي إلى استخدام هذا النوع في صناعة تماثيل المعابد منذ القرن الثاني عشر الميلادي.