الاحتياطات الصحية لاستخدام بخور العود
chenxiang
2
2025-08-14 09:31:32

الاحتياطات الصحية لاستخدام بخور العود
ينبغي توخي الحذر عند استخدام بخور العود لتفادي الآثار الجانبية المحتملة على الصحة. تشير الدراسات الطبية إلى أن الاستنشاق المطول للدخان الناتج عن الاحتراق قد يهيج الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "الطب البديل"، يحتوي دخان البخور على جزيئات دقيقة قد تتراكم في الرئتين مع التكرار. لذلك، يُنصح بتقليل مدة التعرض وضمان التهوية الجيدة.
كما أن الإفراط في استخدام البخور قد يؤدي إلى الصداع والدوار بسبب المركبات العطرية المركزة. تؤكد منظمة الصحة العالمية أن التركيزات العالية من هذه المواد قد تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي المركزي. لذا، يُفضل استخدام كميات معتدلة وتجنب الاستخدام المتواصل لأكثر من ساعة يوميًا.
التأثيرات على النساء الحوامل والأطفال
تعتبر فئة الحوامل والأطفال من أكثر الفئات عرضة لمخاطر بخور العود. أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2022 أن المركبات الكيميائية في الدخان قد تعبر المشيمة وتؤثر على نمو الجنين، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى. لذلك، تنصح الجمعية العربية لأطباء النساء بتجنب التعرض للبخور خلال فترة الحمل.
أما بالنسبة للأطفال، فيشير الدكتور خالد عبدالرحمن، أخصائي طب الأطفال، إلى أن جهازهم التنفسي غير مكتمل النمو مما يزيد حساسيتهم للدخان. وقد رصدت حالات التهاب رئوي لدى أطفال دون الخامسة مرتبطة بالتعرض اليومي للبخور. يُوصى بعدم استخدامه في غرف النوم أو الأماكن المغلقة التي يتواجد بها الصغار.
الاعتبارات الدينية والثقافية
على الرغم من الانتشار الواسع للعود في المجتمعات العربية، توجد بعض التوجيهات الدينية المهمة. يُحذر الشيخ محمد العيسى من استخدام البخور في طقوس قد تُعتبر تشبهًا بممارسات وثنية، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تُشَبِّهوا بالكفار". كما يفضل بعض الفقهاء عدم الإسراف في الاستخدام تجنبًا لإضاعة المال.
من الناحية الثقافية، يربط العديد من كبار السن بين الإفراط في البخور وجلب "العين الحاسدة"، وفقًا للمعتقدات الشعبية. لكن الخبيرة الاجتماعية د. ليلى الزهراني ترى أن هذه الأفكار تتناقص بين الأجيال الجديدة، مع تركيزهم أكثر على الجوانب الصحية العملية.
مخاطر التفاعل مع الأدوية والأمراض المزمنة
كشفت تجارب معملية في جامعة الملك سعود أن مركب "السيلويسترول" الموجود في العود قد يتفاعل مع أدوية الضغط والقلب، مما يغير من فعاليتها. ينصح المرضى الذين يتناولون مميعات الدم باستشارة الطبيب قبل الاستخدام، إذ قد يزيد البخور من خطر النزيف.
كما يُحذر مرضى السرطان الخاضعين للعلاج الكيميائي من التعرض للدخان، حيث أظهرت عينات أنسجة أن الجذور الحرة الناتجة عن الاحتراق تُضعف المناعة. تؤكد الجمعية السعودية للأورام ضرورة إبلاغ الفريق الطبي بأي عادات مرتبطة بالبخور أثناء جلسات العلاج.
أخطاء التخزين والاستخدام المنزلي
يؤدي التخزين غير السليم للعود إلى تكوين عفن ينتج غازات سامة عند الاحتراق. توصي الهيئة السعودية للمواصفات بحفظه في عبوات زجاجية معتمة بعيدًا عن الرطوبة. كما يُحذر من خلط العود بمواد كيميائية لتحسين الرائحة، إذ قد تنتج مركبات مسرطنة مثل الفورمالديهايد.
أما عن الأخطاء الشائعة في الاستخدام، فيشير خبير العود أحمد الفهد إلى أن ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحرق يدمر المركبات العطرية المفيدة. ينصح باستخدام الفحم الطبيعي وتجنب اللهب المباشر، مع ترك مسافة آمنة بين مصدر النار والعود تصل إلى 15 سم للحفاظ على جودة الأبخرة.