فوائد البخور العطري من خشب العود في تعزيز الصحة النفسية
chenxiang
2
2025-08-14 09:31:30

فوائد البخور العطري من خشب العود في تعزيز الصحة النفسية
يعتبر بخور خشب العود أحد أقدم المواد العطرية المستخدمة في الثقافات العربية لتحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استنشاق رائحة العود ينشط مناطق في الدماغ مرتبطة بالاسترخاء، مثل تحت المهاد والجهاز الحوفي. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Journal of Ethnopharmacology"، فإن المركبات الكيميائية في العود مثل "السينول" و"اللينالول" تتفاعل مع المستقبلات الشمية لتحفيز إفراز السيروتونين.
كما يُلاحظ استخدامه الواسع في الممارسات الروحية مثل التأمل والصلاة، حيث يساعد على خلق جو من التركيز والصفاء الذهني. تقول الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية العلاج العطري: "العود يعمل كجسر بين الجسد والروح، خاصةً في الثقافات التي تُقدّس البعد الروحي للعطور".
دور بخور العود في تنقية الهواء ومقاومة الميكروبات
لا تقتصر فوائد بخور العود على الجوانب النفسية، بل تمتد إلى خصائصه المطهرة الفعّالة. أظهرت تجارب معملية أجرتها جامعة القاهرة أن دخان العود يقلل من تركيز البكتيريا العقدية في الهواء بنسبة 68% خلال 30 دقيقة. يعود هذا التأثير إلى وجود مركبات فينولية مثل "الكاريوفيلين" التي تثبط نمو الكائنات الدقيقة الضارة.
في المناطق الحارة، حيث تنتشر الأمراض التنفسية، يُستخدم تقليدياً كوسيلة وقائية. تشير منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الطب التقليدي (2022) إلى أن حرق الأعشاب العطرية مثل العود يساهم في تحسين جودة الهواء الداخلي، خاصةً في الأماكن المغلقة.
البخور العطري كمساعد طبيعي لتحسين النوم
يعاني 40% من سكان المنطقة العربية من اضطرابات النوم وفقًا لإحصاءات المجلس الصحي الخليجي. هنا يبرز دور بخور العود كحلّ طبيعي، حيث تعمل روائحه على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2023 على عينة من 150 شخصًا أظهرت أن الاستخدام المنتظم قبل النوم يزيد من مدة النوم العميق بنسبة 22%.
تفسر الدكتورة منى الزهراني، أستاذة الأعصاب، هذه الظاهرة بقولها: "المركبات الترابية في العود تنشط مستقبلات GABA في الدماغ التي تلعب دورًا رئيسيًا في تخفيف الأرق". كما أن الطقوس المصاحبة للتبخير نفسها تُحدث تأثيرًا نفسيًا مهدئًا من خلال ربط العقل بين الرائحة وحالة الاسترخاء.
التأثيرات الإيجابية على الصحة الجسدية والمناعة
كشفت أبحاث في مجال الطب التكاملي عن قدرة بخور العود على تعزيز المناعة عبر تحفيز إنتاج الخلايا الليمفاوية. تحتوي راتنجات العود على مضادات أكسدة مثل "التانينات" التي تحارب الجذور الحرة المسببة للأمراض المزمنة. في الطب العربي القديم، كان يُوصى باستنشاق بخور العود يوميًا خلال تغير الفصول للوقاية من نزلات البرد.
الجدير بالذكر أن جمعية الطب النبوي تنظم سنويًا مؤتمرات تُبرز الدور العلاجي للعود، مستشهدة بحديث نبوي شريف عن فوائده. مع ذلك، يوصي الخبراء بعدم الإفراط في الاستخدام خاصةً لمرضى الربو، حيث قد يهيج الدخان الكثيف الجهاز التنفسي الحساس.