لماذا يجب تجنب تعريض مسبحة العود للماء؟

تعتبر مسبحة العود من القطع الثمينة التي يرتبط استخدامها بالتراث الروحي والثقافي في العديد من المجتمعات العربية. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل يجوز تعريضها للماء؟ الإجابة ليست بسيطة، إذ تتعلق بخصائص خشب العود نفسه وتأثير الماء على جودته وقيمته الجمالية. خشب العود معروف بمساميته العالية بسبب التركيب الطبيعي للألياف الخشبية. عند امتصاص الماء، قد يتسبب ذلك في تمدد الخشب ثم انكماشه بعد الجفاف، مما يؤدي إلى تشققات دقيقة أو تشوهات في الحبات. دراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب النادرة في دبي (2021) أظهرت أن التعرض المتكرر للماء يقلل من عمر العود بنسبة تصل إلى 40%، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية.

تأثير الماء على الرائحة والعمر الافتراضي

الزيوت العطرية في العود هي سرّ قيمته، وتتفاعل مع الرطوبة بشكل سلبي. عند بلل المسبحة، تذوب بعض المركبات الكيميائية في الماء، مما يضعف تركيز العطر تدريجيًا. وفقًا لخبير العطور أحمد السيد، "الرطوبة الزائدة تغير التركيب الجزيئي للزيوت، مما يفقدها نقاءها". بالإضافة إلى ذلك، يعزز الماء نمو العفن أو البكتيريا داخل مسام الخشب، خاصة إذا لم تجفف بشكل صحيح. حالة شهيرة في السوق السعودي (2022) توضح كيف أدى غسل مسبحة عود قديمة إلى ظهور بقع سوداء بسبب تفاعل بيولوجي، مما قلل من قيمتها السوقية بنسبة 70%.

كيف تحافظ على مسبحة العود؟

للحفاظ على المسبحة، يُنصح بتنظيفها بقطعة قماش جافة وناعمة، وتجنب استخدام المنظفات الكيميائية. إذا تعرضت للبلل غير المقصود، يجب تجفيفها فورًا في مكان جيد التهوية بعيدًا عن الشمس المباشرة. في الثقافة العربية، يُعتبر الحفاظ على العود جزءًا من احترام القيمة الروحية للقطعة. كما يذكر الشيخ خالد الفهداوي في كتابه "أسرار العود": "حماية العود من الماء ليست مجرد مسألة مادية، بل هي احتفاء بجذورنا". بهذه النصائح، يمكنك ضمان بقاء مسبحتك رمزًا للجمال والتراث لأجيال قادمة.