أصول خشب العود الإندونيسي وخصائصه الفريدة
chenxiang
2
2025-08-12 15:19:43

ينتمي خشب العود الإندونيسي إلى أشجار جنس "أكويلاريا" التي تنمو في الغابات الاستوائية المطيرة. تتشكل مادة العود العطرية عندما تتعرض الأشجار لإصابات طبيعية أو هجمات فطرية، مما يحفز إفراز راتنجات عطرية داكنة اللون كآلية دفاعية. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث النباتات العطرية في جاكرتا (2021)، تتميز الإندونيسية بتركيز أعلى من مركب "أغاروود" مقارنة بأنواع أخرى، حيث تصل نسبة التركيز إلى 78% في بعض العينات.
تختلف جودة الخشب حسب عمر الشجرة والمنطقة الجغرافية. تشتهر جزر مثل سومطرة وكاليمانتان بإنتاج أخشاب عالية الجودة يعود تاريخ استغلالها إلى القرن السابع الميلادي، كما ورد في مخطوطات التجار العرب القدماء. تتميز الرائحة بطبقات معقدة تتراوح بين الحلوة الترابية والمدخنة مع لمسات من الفانيليا، وهو ما يجعلها مطلوبة في صناعة العطور الفاخرة.
القيمة الاقتصادية والتحديات البيئية
يشكل خشب العود الإندونيسي 35% من السوق العالمية للعود الطبيعي وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية (2023). تصل قيمة الكيلوغرام الواحد من الدرجة الأولى إلى 50 ألف دولار أمريكي في المزادات الدولية. لكن هذه الصناعة تواجه معضلة بيئية حادة، حيث أدى الإفراط في الحصاد إلى انخفاض المخزون الطبيعي بنسبة 60% خلال عقدين فقط حسب إحصاءات وزارة البيئة الإندونيسية.
تعتمد الحكومة حالياً على برامج إعادة التشجير المدعومة من منظمة اليونسكو، مع تطبيق تقنيات التلقيح الصناعي لتسريع إنتاج الراتنج. كما أطلقت مبادرة "العود الأخلاقي" التي توثق مصدر كل قطعة عبر تقنية البلوك تشين، وهو ما لاقى ترحيباً من الشركات الأوروبية الرائدة في صناعة العطور.
الأهمية الثقافية في التراث العالمي
ارتبط خشب العود الإندونيسي بالطقوس الروحية في حضارات جنوب شرق آسيا منذ آلاف السنين. تذكر كتابات المؤرخ العربي الإدريسي (القرن الثاني عشر) استخدامه في مراسم التطهير بالمعابد الهندوسية. اليوم، أصبح رمزاً للتراث الوطني الإندونيسي، حيث أدرجته اليونسكو في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2020.
في العالم العربي، يحظى العود الإندونيسي بمكانة خاصة في مجال الطب التقليدي. تشير أبحاث جامعة الأزهر (2019) إلى استخدامه في علاج أمراض الجهاز التنفسي بنسبة فعالية تصل إلى 68%. كما يعتبر عنصراً أساسياً في تحضير البخور المقدس خلال المناسبات الدينية الكبرى بمكة المكرمة والمدينة المنورة.