اللون والنقوش الطبيعية

تعتبر مراقبة اللون والنقوش من أسهل الطرق لتمييز العود الأصلي. يتميز خشب العود الطبيعي بلون بني غامق أو أسمر مع وجود خطوط غير منتظمة تشبه العروق، وقد تظهر بقع ذهبية أو خضراء باهتة نتيجة التفاعلات الكيميائية داخل الشجرة. على العكس، غالباً ما تكون الأصناف المقلدة ذات ألوان متجانسة بشكل مبالغ فيه، مع خطوط مرسومة بوضوح يشبه عمل الآلة. أشارت دراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب العطرية في ماليزيا إلى أن التباين اللوني في العود الحقيقي يرتبط مباشرة بتركيز الزيوت العطرية، حيث تظهر المناطق الغنية بالزيت بلون أغمق. يمكن اختبار ذلك بفرك سطح الخشب بلطف بقطعة قماش نظيفة؛ إذا ترك أثراً دهنياً خفيفاً، فهذا مؤشر جيد على الأصالة.

الرائحة المميزة عند التسخين

الرائحة هي العامل الأكثر حسماً في التمييز. عند تعريض قطعة صغيرة من العود للحرارة (بدون احتراق)، ينبعث منها عطر معقد يدمج بين روائح خشبية حلوة وترابية مع لمسات عطرية تشبه الزهور أو التوابل. تختفي هذه الرائحة تدريجياً خلال دقائق، بينما تنبعث من التقليد روائح كيميائية حادة تسبب صداعاً وتستمر لفترة أطول بشكل غير طبيعي. وفقاً لتجارب معهد العطور في باريس، يحتوي العود الأصلي على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل مع الحرارة بشكل متفاوت. يمكن إجراء اختبار عملي بوضع القطعة في كوب زجاجي مغلق مع مصدر حرارة خفيف (مثل مصباح LED) لمدة 10 دقائق، ثم شم الرائحة بعمق عند فتح الغطاء.

الكثافة والتفاعل مع الماء

يتميز العود عالي الجودة بكثافة عالية نظراً لاشباعه بالراتنجات، حيث تغوص قطعته الصغيرة (بحجم حبة البندق) في الماء ببطء. أما الأنواع منخفضة الجودة أو المزيفة فتبقى طافية أو تغوص بسرعة غير طبيعية بسبب المعالجات الكيميائية. تنصح جمعية تجار العود الدولية باختبار الغمر لمدة 24 ساعة، حيث يمتص الخشب الأصلي أقل من 5% من وزنه ماءً، بينما تزداد نسبة الامتصاص إلى 15-20% في المنتجات المغشوشة. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع النادرة مثل "الكمبودي الأسود" قد تطفو بسبب تركيبها الكيميائي الفريد، لذا يجب دمج هذا الاختبار مع العوامل الأخرى للتأكد. دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2020 أظهرت أن 83% من العينات المقلدة فشلت في اختبارات الكثافة والامتصاص المائي.