أنواع خشب العود الفيتنامي وتوزيعها الجغرافي

تشتهر فيتنام بإنتاج أجود أنواع خشب العود في العالم، حيث تنتشر زراعته في مناطق متعددة مثل "هوي آن" و"نها ترانج" و"فوين" و"كوانغ نام". تُعتبر منطقة "هوي آن" الأكثر شهرةً بسبب تربة الغابات الاستوائية الرطبة التي توفر الظروف المثالية لتشكيل الراتنجات العطرية داخل الأشجار. وفقاً لدراسات وزارة الزراعة الفيتنامية، فإن 60% من صادرات العود تأتي من هذه المنطقة. أما منطقة "نها ترانج" فتُنتج خشباً ذا رائحة حلوة تُشبه الفواكه الاستوائية، مما يجعله مطلوباً في صناعة العطور الفاخرة.

الخصائص العطرية الفريدة لكل نوع

يتميز خشب العود الفيتنامي بتنوع عطري لافت، حيث يصنف الخبراء رائحة "هوي آن" على أنها مزيج بين الدخان الخفيف والتراب الرطب مع لمسات من الفانيليا، بينما يحتوي عود "فوين" على نوتات خشبية عميقة ممزوجة بالمسك. أشارت أبحاث معهد الكيمياء العضوية في هانوي إلى أن هذا التنوع ناتج عن اختلاف التركيبات الكيميائية للراتنجات، والتي تتأثر بعوامل مثل عمر الشجرة ونوع الفطريات المسببة للإصابة.

العوامل المؤثرة في جودة الأخشاب

تعتمد جودة خشب العود على ثلاث عمليات رئيسية: الإصابة الفطرية الطبيعية، وتركيز الراتنجات، وطرق الاستخراج. تُشير دراسة د. نجوين فان لام (2021) إلى أن الأشجار التي تتعرض لإصابات فطرية بطيئة على مدى 20-30 سنة تنتج راتنجات أكثر تعقيداً مقارنة بالأشجار المزروعة صناعياً. كما أن استخراج الخشب يدوياً باستخدام أدوات تقليدية يحافظ على التركيبة العطرية، خلافاً للأساليب الميكانيكية التي تُضعف جودة الزيوت الأساسية.

الاستخدامات التقليدية والحديثة

يُستخدم خشب العود الفيتنامي في مجالات متعددة تتجاوز صناعة البخور التقليدية. في الطب الشعبي الآسيوي، يُستعمل مسحوق عود "كوانغ نام" لعلاج اضطرابات الجهاز العصبي، بينما تُشير دراسات حديثة من جامعة هو تشي مينه إلى فعالية زيوت "نها ترانج" في مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات. في عالم الموضة، أصبحت خلاصات العود الفيتنامي مكوناً أساسياً في عطور علامات مثل "ميسون فرانسيس كوركوجان" و"توم فورد"، حيث تُقدّر قيمتها السوقية السنوية بأكثر من 150 مليون دولار وفق تقارير 2023.