التأثيرات الجانبية على الجلد والحساسية المفرطة

يعتقد الكثيرون أن الزيوت العطرية آمنة تمامًا للاستخدام اليومي بسبب أصلها الطبيعي، لكن الدراسات تُظهر أن الاستخدام المطول يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد أو تفاقم الحساسية. تحتوي بعض الزيوت مثل القرفة والقرنفل على مركبات عالية التركيز (مثل اليوجينول) التي تسبب التهابًا في الجلد مع التكرار. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "التهاب الجلد التماسي"، فإن 10٪ من الأشخاص الذين يستخدمون الزيوت العطرية بانتطور يعانون من تفاعلات تحسسية بعد 6 أشهر. بالإضافة إلى ذلك، تُضعف الزيوت العطرية الحاجز الدهني للجلد مع الوقت، مما يزيد من نفاذية الجلد للمواد الكيميائية الأخرى. أشارت دراسة أجرتها جامعة القاهرة إلى أن الاستخدام اليومي لزيت النعناع لمدة 3 أشهر أدى إلى جفاف الجلد وتقشره لدى 40٪ من المشاركين. لذلك، يُنصح بتجنب التطبيق المباشر دون تخفيف وأخذ فترات راحة بين الاستخدامات.

تراكم السموم في الكبد والكلى

على الرغم من أن الزيوت العطرية تُستقلب في الكبد، إلا أن الاستخدام المكثف قد يُثقل هذا العضو الحيوي. تحتوي زيوت مثل الأوريجانو والزعتر على مركبات فينولية عالية التركيز، والتي تُظهر دراسة في "مجلة الكيمياء السمومية" أن تراكمها يزيد من إنزيمات الكبد بنسبة 30٪ بعد 8 أسابيع من الاستخدام اليومي. كما تُفرز بعض المكونات (مثل الميثانول في زيت Wintergreen) عبر الكلى، مما قد يسبب تلفًا كلويًا تدريجيًا. حذرت منظمة الصحة العربية في تقرير عام 2022 من أن الجرعات العالية من زيت الكافور تزيد مخاطر الفشل الكلوي لدى مرضى السكري. لذا، يجب على الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة استشارة أطبائهم قبل استخدام أي زيوت بشكل دائم.

التأثير على التوازن الهرموني

تلعب بعض الزيوت العطرية دورًا في تنظيم أو اضطراب الهرمونات. على سبيل المثال، يحتوي زيت اللافندر وزيت شجرة الشاي على مركبات تشبه الإستروجين، والتي وجدت دراسة في "مجلة الغدد الصماء السريرية" أنها تسبب تثدي الرجال بعد 6 أشهر من الاستخدام الموضعي. في المقابل، قد تُثبط زيوت مثل إكليل الجبل إنتاج الكورتيزول، مما يؤثر على استجابة الجسم للتوتر. وفقًا لخبيرة الأعشاب د. فاطمة الزهراء، فإن الاستخدام المتواصل لأكثر من شهرين يُفقد الجسم قدرته على تنظيم الهرمونات ذاتيًا. لذلك، يُفضل استخدام الزيوت العطرية لفترات محددة مع مراقبة أي تغيرات جسدية.

التأقلم وفقدان الفعالية

يميل الجسم إلى تطوير مقاومة للزيوت العطرية مع الاستخدام المطول، مما يقلل من فعاليتها العلاجية. أظهرت تجربة على 50 متطوعًا في جامعة الإمارات أن تأثير زيت الخزامى المهدئ انخفض بنسبة 60٪ بعد استخدامه يوميًا لمدة 12 أسبوعًا. يشير د. علي عبد الرحمن، أخصائي الطب التكميلي، إلى أن التناوب بين أنواع الزيوت وإدخال فترات "صيام" لمدة أسبوعين يحافظ على فعاليتها. كما أن الاعتماد النفسي على الروائح قد يؤدي إلى صعوبة الاستغناء عنها، مما يستدعي الاعتدال في الاستخدام.