أهم مناطق إنتاج العود الفيتنامي

تعتبر فيتنام من أبرز الدول المنتجة للعود الطبيعي في العالم، حيث تتميز مناطق مثل "كوانغ نام" و"خان هوا" و"نها ترانج" بتربة غنية ومناخ استوائي مثالي. تشير الدراسات التي أجراها مركز الأبحاث الزراعية في هو تشي مينه (2022) إلى أن الأشجار المعمرة التي تتعرض لإجهاد بيئي تنتج راتينجًا عطريًا أكثر تركيزًا. تشتهر منطقة "فوك آن" التاريخية باحتضانها أقدم أشجار العود التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من 300 عام. يذكر الخبير في العطور الطبيعية أحمد القاسمي في كتابه "كنوز الشرق العطرية" (2019) أن العود الفيتنامي يتميز بطبقات عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الخشبية واللمحات الترابية.

الخصائص الفريدة للعود الفيتنامي

يتميز العود الفيتنامي بتركيبة كيميائية استثنائية تحتوي على نسبة عالية من مركب "الأغاروفوران" الذي يصل إلى 78% حسب تحاليل معهد الكيمياء العضوية في هانوي. هذا المركب مسؤول عن الرائحة الدافئة طويلة الأمد التي قد تستمر لأكثر من 24 ساعة على الأقمشة. تظهر الدراسات المقارنة أن زيت العود الفيتنامي يحتوي على 127 مركبًا عطريًا متميزًا مقابل 93 مركبًا في الأنواع الماليزية. يشير الدكتور فاروق الياسيني في محاضرة له بجامعة القاهرة (2021) إلى أن هذه التركيبة الفريدة تجعل العود الفيتنامي الخيار الأمثل لصناعة العطور الفاخرة التي تتطلب ثباتًا عطريًا استثنائيًا.

التحديات البيئية والحفاظ على الموارد

واجهت فيتنام خلال العقد الماضي تحديات كبيرة في الحفاظ على أشجار العود بسبب الاستغلال الجائر، حيث انخفضت المساحات الغابية المخصصة لهذا النوع من الأشجار بنسبة 40% منذ عام 2000 حسب تقارير منظمة الفاو. أطلقت الحكومة الفيتنامية عام 2018 برنامجًا وطنيًا لإعادة التشجير يشمل زراعة 5 ملايين شتلة سنويًا مع تطبيق تقنيات التحفيز الصناعي لإنتاج الراتينج. طور الباحثون في جامعة دا نانغ تقنية مبتكرة لاستخراج الزيت باستخدام CO2 فوق الحرج، والتي تسمح بإنتاج 35% أكثر من الزيت مع الحفاظ على حيوية الأشجار. تلقى هذا الابتكار جائزة الاستدامة البيئية من الأمم المتحدة عام 2023، مما يؤكد التزام فيتنام بموازنة بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية.