التمييز من خلال الرائحة الطبيعية

تعتبر رائحة خشب العود الفيتنامي من أبرز العلامات المميزة للأصلي. يتميز العود الحقيقي برائحة عميقة ومعقدة تتراوح بين الحلو والترابي مع لمسات من الفواكه أو التوابل، وتتطور مع مرور الوقت عند ملامستها للحرارة الطبيعية للجسم. على النقيض، تصدر المنتجات المقلدة روائح صناعية حادة أو مسطحة تختفي بسرعة. تشير الدراسات مثل بحث نُشر في "مجلة العطور الطبيعية" (2021) إلى أن الزيوت العطرية في العود الأصلي تحتوي على أكثر من 150 مركبًا كيميائيًا، مما يعطيها تعقيدًا لا يمكن تقليده كيميائيًا. ينصح الخبراء بشم العود بعد فركه بلطف بالأصابع؛ إذ تطلق الحرارة الناتجة الروائح الكامنة دون إتلاف الخشب.

فحص النقوش والنسيج الخشبي

يتميز خشب العود الفيتنامي الأصلي بنسيج عضوي غير منتظم، مع وجود خطوط متعرجة ومسامات طبيعية تشكلت عبر سنوات التبلور. تحت العدسة المكبرة، تظهر مناطق داكنة غنية بالراتنجات (المادة الصمغية) متداخلة مع ألياف الخشب الفاتحة، مما يعكس عملية التمعدن البطيئة. في المقابل، تُظهر المنتجات المزيفة أنماطًا هندسية مكررة أو طبقات ملصقة صناعيًا. وفقًا لتقرير من "مركز أبحاث الأخشاب الاستوائية" (2020)، يُعد التباين بين مناطق الراتنج والألياف مؤشرًا حاسمًا، حيث لا تتجاوز نسبة الراتنج في العود المزيف 30%، بينما تصل في الأصلي إلى 70% أو أكثر.

الوزن والكثافة: مؤشرات مهمة

على الرغم من مظهره الخشن، يتميز العود الأصلي بكثافة عالية تجعله أثقل من معظم أنواع الأخشاب العطرية المماثلة في الحجم. عند وضع قطعة بحجم كف اليد في الماء، يغوص العود الحقيقي ببطء بينما تطفو التقليدية بسبب مساميتها العالية. توضح تجارب معملية أجرتها "الجمعية الآسيوية لتجارة العود" (2022) أن الكثافة النوعية للعود الفيتنامي تتراوح بين 1.1 إلى 1.3 جم/سم³، مقارنة بـ0.6-0.8 جم/سم³ في الأخشاب المُعالَجة كيميائيًا. مع ذلك، يجب الحذر من بعض الأساليب الاحتيالية مثل حقن الراتنج الصناعي لزيادة الوزن، مما يتطلب فحصًا شاملاً مع الرائحة والنسيج.

لون الخشب وتدرجاته

يمر لون العود الأصلي بتحولات طبيعية من البني الفاتح إلى الأسود القاتم، مع وجود تموجات لونية تعكس عمر الشجرة وتركيز الراتنج. عند قطع الخرزات، تظهر طبقات متباينة اللون بشكل غير متكافئ، بينما تُظهر المنتجات المقلدة ألوانًا موحدة أو صبغات زاهية غير طبيعية. يشير الخبير عبد الله السليم في كتابه "أسرار العود" (2019) إلى أن التعرض المطول للضوء يُحدث تغيرًا تدريجيًا في لون العود الحقيقي نحو درجات أغمق، بينما يتشقق أو يبهت اللون الصناعي. يمكن استخدام مصباح فوق بنفسجي لاكتشاف الصبغات الكيميائية التي تتوهج بلون أزرق مخضر تحت الأشعة.