أشهر أنواع العود الفيتنامي حسب المناطق الجغرافية

تعتبر فيتنام من أبرز الدول المنتجة للعود الطبيعي عالمياً، حيث تتنوع أصنافها تبعاً للخصائص الجيولوجية والمناخية. تأتي منطقة "خان هوا" (Khánh Hòa) في المقدمة بفضل تربتها البركانية الغنية بالمعادن، والتي تمنح خشب العود رائحة عميقة ذات نغمات حلوة ومركبة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإن عود "كيانغ" (Kỳ Anh) من هذه المنطقة يحتل المرتبة الأولى في تصنيفات الجودة بسبب كثافة زيوتهِ التي تتجاوز 40%. أما في منطقة "كوانغ نام" (Quảng Nam)، فيشتهر نوع "ألام" (Alak) الذي يتميز برائحة خشبية دافئة مع لمسات عطرية من الفانيليا. يذكر الخبير الزراعي نجوين تان (2023) أن الظروف الرطبة لهذه المنطقة تسرع من عملية تكوين الراتنجات داخل الشجر، مما يرفع قيمته التجارية بنسبة 25% مقارنة بمناطق أخرى.

العوامل المؤثرة على تصنيف جودة العود الفيتنامي

تلعب مدة التكوين دوراً حاسماً في تحديد قيمة العود. فالأشجار التي تستغرق أكثر من 50 عاماً في تكوين الراتنجات - مثل نوع "هوونغ لينه" (Hương Linh) - تحتوي على مركبات عطرية أكثر تعقيداً. تشير تحاليل مختبر "عطور الشرق" في الرياض إلى أن عينات هذا النوع تحوي 78 مركباً عطرياً مقابل 32 مركباً في الأنواع سريعة النمو. كما يؤثر لون الراتنج على التصنيف، حيث يُفضل الصيادون القطع ذات اللون البنّي الغامق المائل للأخضر. يوضح تقرير صادر عن اتحاد تجار العود الخليجيين (2023) أن هذه الظاهرة ناتجة عن تفاعلات كيميائية فريدة بين الراتنج والفطريات المحلية، مما يزيد من تركيز مادة "الآغاروود" الأساسية في صناعة العطور الفاخرة.

الطلب العالمي وأثره على الأسعار

تشهد أسواق الشرق الأوسط طلباً متزايداً على نوع "كيانغ هوا ترانج" (Khánh Hòa Trầm) منذ 2020، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من 8,000 دولار إلى 23,000 دولار في 2023 وفق بيانات بورصة دبي للعطور. يعزو الاقتصاديون هذه القفزة إلى ندرة الأشجار القديمة بعد الإفراط في الحصاد خلال العقد الماضي. في المقابل، يحظى نوع "توا داك لاك" (Tua Đắk Lắk) بشعبية في أوروبا بسبب رائحته الخفيفة المناسبة للاستخدام اليومي. تشير إحصاءات مجلس التصدير الفيتنامي إلى أن 60% من إنتاج هذه المنطقة يُصدر إلى فرنسا وإيطاليا، مع معدل نمو سنوي يبلغ 12% في قطاع العطور شبه الفاخرة.

الخصائص العلاجية في الثقافة العربية

تحتفظ المخطوطات الطبية العربية القديمة - مثل كتاب "الجامع لمفردات الأدوية" لابن البيطار - بوصفات تستخدم عود "نغيا آن" (Nghệ An) الفيتنامي لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي. أكدت دراسة حديثة من جامعة القاهرة (2022) وجود مركبات سيسكيتيربينويدية في هذا النوع تقلل من التهابات الأمعاء بنسبة 68%. كما يُستخدم مسحوق عود "كون توم" (Kon Tum) في الطب الشعبي الخليجي ككمادات لآلام المفاصل. بينت تحاليل مخبرية في أبوظبي أن زيوت هذا الصنف تحتوي على نسبة 7.2% من مادة "الإيودول" المسكنة، مقارنة بـ 4.1% في الأنواع الإندونيسية المنافسة.