آثار ارتداء عقد العود لفترات طويلة على الصحة الجلدية

قد يتسبب التماس المباشر لخرز العود مع الجلد لسنوات في ظهور تهيجات أو حساسية، خاصةً إذا كانت الخرزات معالجة بمواد كيميائية. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 إلى أن 15% من الحالات التي تستخدم الإكسسوارات الخشبية طويلة الأمد تعاني من التهاب جلد تماسي. كما أن تراكم العرق والأوساخ بين الخرزات قد يزيد من نمو البكتيريا، مما يستدعي التنظيف المنتظم.

التأثير النفسي والروحي: بين الفوائد والمخاطر

يعتقد الكثيرون أن رائحة العود تعزز الاسترخاء وتقلل التوتر، وفقًا لبحث نُشر في مجلة "الطب التكميلي" عام 2019. لكن الاعتماد المفرط عليها قد يؤدي إلى تعلق نفسي، حيث يربط المستخدمون الشعور بالهدوء بوجود العقد بشكل دائم. من ناحية أخرى، يذكر الشيخ عبدالله السعدي في كتابه "العلاج بالروائح" أن الاستخدام المعتدل للعود يقوي التركيز، لكن الإفراط قد يسبب تشتتًا بسبب الإثارة الحسية المطولة.

البُعد الثقافي والاجتماعي: رمزية تتجاوز المادة

في المجتمعات العربية، يُعتبر عقد العود رمزًا للأناقة والتراث، مما يعزز الثقة الاجتماعية لحامله. لكن قد يُنظر أحيانًا إلى الارتداء الدائم على أنه دلالة مبالغ فيها على الثراء، وفقًا لاستطلاع أجرته مجلة "البيان" في دول الخليج عام 2022. من جهة أخرى، يحذر علماء الأنثروبولوجيا مثل د. ناصر الفهد من فقدان القيمة الرمزية للعود عند تحويله من طقس مؤقت إلى عادة يومية روتينية.

التكاليف الاقتصادية الخفية

يشير تقرير غرفة تجارة دبي إلى أن أسعار العود الطبيعي ارتفعت 300% منذ 2015، مما يجعل الاستهلاك المستمر له عبئًا ماليًا. كما أن محاولات تقليد المنتجات الأصلية تزيد من مخاطر شراء أنواع مغشوشة قد تحتوي على مواد ضارة. ينصح الخبير الاقتصادي عمر الزعابي بتحديد ميزانية سنوية لهواية جمع العود لتجنب الإنفاق العشوائي.

التفاعل مع العبادات: بين التشجيع والتحذير

يرى بعض علماء الدين مثل د. خالد الماجد أن استخدام العود في أوقات الذكر يعزز الروحانية، لكن تحويله إلى "تميمة دائمة" قد يتعارض مع مفهوم التوكل. في المقابل، تؤكد الدكتورة فاطمة الناصر أن الإسلام يشجع الطيب، لكنه ينهى عن الإسراف حتى في المباحات، استنادًا إلى حديث "كلوا واشربوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة".