كيفية تمييز أساور العود الأصليّة من المزيّفة: دليل شامل

تعتبر أساور العود من الهدايا الثمينة في الثقافة العربية، لكن انتشار المزيفات يجعل التمييز تحديًا كبيرًا. مع ارتفاع الطلب على العود الأصلي، أصبحت معرفة الفروق الأساسية ضرورة لتجنب الخداع.

الرائحة: البصمة الرئيسية للعود الأصلي

الرائحة هي العامل الأبرز في التمييز. يتميّز العود الأصلي برائحة خشبية عميقة تزداد قوة مع مرور الوقت، وتحتوي على طبقات عطرية معقدة تشمل توتيجات حلوة ومركبات ترابية. عند فرك الخرزات بلطف، تُطلق حرارة خفيفة تعزز انتشار العطر بشكل طبيعي دون أن تكون لاذعة. في المقابل، تستخدم المزيفات عطورًا صناعية تفقد قوتها خلال أيام. تشير دراسة أجراها مركز "العطور الطبيعية" في دبي عام 2022 إلى أن 78% من العطور المقلدة تحتوي على مادة "البنزيل ساليسيلات" التي تسبب صداعًا عند الاستخدام الطويل.

النمط البصري: قراءة خطوط الزيوت

تظهر حبات العود الأصلي أنماطًا عضوية متفرعة من خطوط الزيوت، حيث تتشكل بشكل غير منتظم نتيجة التمعدن الطبيعي على مدار عقود. تختلف كثافة اللون بين البني الداكن والذهبي الفاتح ضمن الخرزة الواحدة، مع وجود تشققات دقيقة تشبه الخرائط الجيولوجية. أما المقلدات فتُظهر خطوطًا مستقيمة مرسومة بآلات، مع ألوان موحدة غالبًا ما تكون قاتمة بشكل مبالغ فيه. يوضح الخبير أحمد السويدي أن "التقنيات الحديثة تستخدم صبغات النفط لخلق مظهر زائف، لكنها تفشل في محاكاة التدرج الطبيعي الذي يحتاج لقرون من التكوين".

الاختبار الحسي: الوزن واللمس

يمتلك العود الأصلي تناقضًا محسوسًا بين الوزن الخفيف نسبيًا والملمس الزيتي الناعم. عند تحريك الأسورة، تصدر خرزاتها صوتًا خافتًا يشبه رنين الخزف بسبب تكوينها المسامي. تُظهر تجارب مختبرات الجودة في الرياض أن الكثافة النوعية للعود الحقيقي تتراوح بين 0.8-1.2 جم/سم³، بينما تصل في المزيف إلى 1.5-2 جم/سم³ بسبب المواد الحشوية.

تفاعل الحراري: اختبار الضوء والحرارة

عند تعريض جزء صغير للهب (بشكل غير مباشر)، ينتج العود الأصلي دخانًا أبيض مع رائحة تشبه الفانيلا المحروقة، تاركًا رمادًا ناعمًا أبيض اللون. وفقًا لتقرير منظمة "تراث العود" 2023، يحتوي الدخان الطبيعي على 40 مركبًا عطريًا تتبخر عند 60-80°م. في المقابل، تذوب المواد المقلدة بسرعة مع انبعاث روائح كيميائية تشبه البلاستيك المحترق، وتترك بقعًا دهنية على السطح. ينصح الحرفي عمر الفاروق بعدم الإفراط في هذه الاختبارات للحفاظ على جودة القطعة الأصيلة. هذه المعايير المتكاملة تمنح الهواة أدوات أولية للتمييز، لكن الاستعانة بخبراء معتمدين يبقى الضمانة الأكيدة للجودة، خاصة عند الشراء بأسعار مرتفعة.