فوائد العود العطرية والروحية

لطالما ارتبط العود بتاريخ طويل في الثقافة العربية والإسلامية، حيث يُستخدم منذ قرون في الطقوس الدينية والعلاجية. تتميز رائحة العود بالقوة والنقاء، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في تعطير المساجد والمنازل. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استنشاق رائحة العود يحفز إفراز هرمون السيروتونين، مما يعزز الاسترخاء ويقلل من أعراض القلق. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر العود رمزًا للترفيه والضيافة في المجتمعات الخليجية، حيث يُقدم كهدية فاخرة تعكس الكرم. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "الطب التكميلي" عام 2020، فإن الزيوت المستخلصة من خشب العود تحتوي على مركبات مثل "الآغاروفوران" التي تُساهم في تنقية الهواء من البكتيريا.

الفوائد الصحية للعود: بين الطب التقليدي والحديث

في الطب العربي القديم، استُخدم العود لعلاج آلام المعدة والتهابات الجهاز التنفسي. أما اليوم، فقد أكدت دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022 أن مركبات العود تمتلك خصائص مضادة للالتهابات، مما يدعم استخدامه في تخفيف آلام المفاصل عند استعماله كزيت موضعي. من جهة أخرى، يُحسن العود من جودة النوم وفقًا لتجربة سريرية شملت 150 مشاركًا، حيث أدى استنشاق رائحته قبل النوم إلى تقليل حالات الأرق بنسبة 40%. ومع ذلك، يحذر الخبراء من الإفراط في استخدامه، إذ قد يسبب تهيجًا للأغشية المخاطية لدى الأشخاص ذوي الحساسية.

المخاطر المحتملة: متى يصبح العود ضارًا؟

رغم فوائده العديدة، إلا أن الاستخدام الخاطئ للعود قد يؤدي إلى مشكلات صحية. على سبيل المثال، يؤدي حرق كميات كبيرة منه في أماكن مغلقة إلى ارتفاع مستوى أول أكسيد الكربون، مما يهدد صحة الجهاز التنفسي. كما أن بعض المنتجات التجارية تحتوي على مواد كيميائية مضافة تسبب الصداع عند استنشاقها لفترات طويلة. وتنصح منظمة الصحة العالمية بتجنب استخدام زيوت العود غير المُختبرة، إذ اكتشفت دراسة في الهند عام 2021 تلوث 30% من العينات بمعادن ثقيلة مثل الرصاص، مما قد يؤدي إلى تلف الكلى مع الاستخدام المزمن. لذلك، يُفضل شراء العود من مصادر موثوقة والتأكد من جودته قبل الاستعمال.