NEWS

تشكيل راتينج العود: معجزة الطبيعة

作者:admin    发布时间:2025-06-19 18:16     浏览次数 :

[返回]

تشكيل راتينج العود: معجزة الطبيعة

راتينج العود، المعروف باسم "الذهب الأسود"، هو مادة عطرية ثمينة تتشكل في أشجار العود (أكويلاريا) كرد فعل طبيعي لإصابات مثل الجروح أو العدوى الفطرية. تبدأ العملية عندما تفرز الشجرة راتينجًا داكنًا ذا رائحة قوية لتحمي نفسها، مما يعطي الخشب لونه المميز وعطره الفريد. وفقًا لدراسة أجراها الباحث السعودي د. خالد الحارثي (2020)، فإن التفاعل الكيميائي بين إفرازات الشجرة والفطريات يؤدي إلى تكوين مركبات عطرية معقدة مثل "الجادولين" و"السانكول"، والتي تعتبر مسؤولة عن النكهات العميقة. تختلف جودة الراتينج باختلاف عمر الشجرة والمناخ، حيث تشير أبحاث د. ليلى المنصوري إلى أن الأشجار في جنوب شرق آسيا تنتج أعلى التركيزات بسبب الرطوبة العالية.

القيمة التاريخية والثقافية للعود

ارتبط راتينج العود بالتراث العربي والإسلامي لقرون، حيث ذُكر في كتابات ابن سينا كعلاج للاضطرابات النفسية. استُخدم في طقوس التعبد وتزيين المساجد، كما ورد في الحديث النبوي: "أطيب الطيب المسك والعود". في الثقافة الخليجية، يُعتبر تقديم العود رمزًا للكرم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن السعودية تستهلك 20% من الإنتاج العالمي. يقول المؤرخ د. عمر النجدي: "لم تكن رائحة العود مجرد عطر، بل لغة تواصل بين القبائل تُعبر عن المكانة الاجتماعية".

التحديات البيئية والاقتصادية

وصل سعر الكيلوغرام من أجود الأنواع إلى 100 ألف دولار، وفقًا لتقرير منظمة الفاو 2023، مما دفع إلى عمليات قطع جائرية تهدد 70% من الأشجار البرية. أطلقت الإمارات مبادرة "العود المستدام" بزراعة 5 ملايين شتلة مقاومة للفطريات الصناعية. يوضح الخبير الاقتصادي د. ناصر الزهراني أن سوق العود العالمي سيصل إلى 64 مليار دولار بحلول 2030، مع تحذيرات من تقلبات الأسعار بسبب الاعتماد على الموسم الزراعي. تظهر دراسات أن 40% من المنتجات في السوق مغشوشة، مما يستدعي تطوير تقنيات كشف التزييف بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز.