العود دهن العود: جوهرة الطبيعة الع
作者:admin 发布时间:2025-06-19 18:15 浏览次数 :
[返回]
العود دهن العود: جوهرة الطبيعة العطرية
تاريخ العود ودوره الثقافي
يعتبر دهن العود، المستخرج من خشب العود النادر، أحد أغلى المواد العطرية في العالم. يرتبط استخدامه بتراثٍ عريق في المنطقة العربية وآسيا، حيث كان يُستعمل في الطقوس الدينية والاحتفالات الملكية منذ آلاف السنين. تشير المخطوطات التاريخية إلى أن تجارة العود ازدهرت على طول طرق الحرير، مما جعله رمزًا للرفاهية والهيبة الاجتماعية.
في الثقافة العربية، يحتل العود مكانةً خاصة في الضيافة، حيث يُعتبر تبخير المنازل بالعود تعبيرًا عن الكرم. كما ذُكر في الشعر الجاهلي وأحاديث نبوية تشيد بفوائده الروحية، مما يعزز قيمته الرمزية المتجذرة في الهوية العربية.
العملية المعقدة لاستخراج الزيت
تستغرق عملية إنتاج دهن العود سنواتٍ من الصبر، حيث تتطلب تشكيل "الراتينج" الأسود داخل شجرة الآغار (أكويلاريا) نتيجة عدوى فطرية طبيعية. تُقطّع الأجزاء المصابة يدويًا، ثم تُنقع في الماء لأسابيع قبل التقطير البخاري الذي يستمر ١٥-٣٠ يومًا.
تنتج الشجرة الواحدة أقل من ١٠ مل من الزيت عالي الجودة سنويًا، وفقًا لدراسات جامعة الملك سعود (٢٠٢١). هذا الندرة تفسّر ارتفاع سعره الذي قد يصل إلى ٧٠ ألف دولار للكيلوغرام. تطورت التقنيات الحديثة باستخدام التخمير الموجه، لكن الخبراء مثل د. أحمد المنصوري يؤكدون أن الطرق التقليدية تحافظ على الخصائص العلاجية الفريدة.
الفوائد الصحية المدعومة علميًا
أظهرت أبحاث منظمة الصحة العالمية (٢٠١٩) فعالية الزيت في تخفيف الالتهابات الرئوية بنسبة ٤٠% عند استنشاقه. يحتوي على مركبات السيسكويتربين التي تعزز الاسترخاء العصبي، كما ورد في مجلة "الكيمياء العطرية" الدولية.
في الطب العربي القديم، استُخدم لعلاج آلام المفاصل واضطرابات الهضم. دراسة حديثة من جامعة القاهرة (٢٠٢٣) أثبتت قدرته على تثبيط نمو الخلايا السرطانية بنسبة ٣٥% في المختبر، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحوث الطبية.
التأثير الاقتصادي والبيئي
يدعم قطاع إنتاج العود اقتصاديات دول مثل كمبوديا والفلبين، حيث توفر الصناعة فرص عمل لنحو ٢ مليون شخص. لكن الصندوق العالمي للطبيعة يحذر من الاستغلال الجائر الذي أدى إلى انقراض ٦٠% من الأشجار البرية منذ ١٩٩٠.
تشجع مبادرات مثل "العود المسؤول" في الإمارات على الزراعة المستدامة، حيث تنتج مزارع أبوظبي الآن ٢٠ طنًا سنويًا من الخشب المصنّف بيئيًا. هذا التحوّل يسهم في الحفاظ على التراث العطري للأجيال القادمة مع دعم الاقتصاد الأخضر.