NEWS

تاريخ العود: رحلة عطرية عبر العصور

作者:admin    发布时间:2025-06-19 18:17     浏览次数 :

[返回]

تاريخ العود: رحلة عطرية عبر العصور

يعود استخدام العود إلى آلاف السنين، حيث تشير الاكتشافات الأثرية في حضارات بلاد الرافدين إلى استعماله في الطقوس الدينية والعلاجية. تذكر النقوش السومرية أن العود كان يُعتبر "هدية الآلهة"، بينما استخدمه الفراعنة في عمليات التحنيط. في الثقافة العربية، ارتبط العود بتجارة القوافل، حيث كان أحد أغلى السلع المتبادلة على طريق الحرير. تؤكد دراسة أجراها المؤرخ د. خالد العبادي (2021) أن تجارة العود ساهمت في بناء شبكات اقتصادية بين آسيا والشرق الأوسط، مما جعله رمزًا للتبادل الحضاري.

العود في الممارسات الروحية الإسلامية

يحتل العود مكانة خاصة في التصوف الإسلامي، حيث يُستخدم في حلقات الذكر لتعزيز التركيز الروحي. يشير الشيخ عمر الفاروق في كتابه "أنوار القلوب" إلى أن رائحة العود تساعد في "تنقية النفوس من شوائب الدنيا". كما ورد ذكر العود في بعض التفاسير القرآنية كرمز للنعيم الأخروي، مما عزز ارتباطه بالقدسية. في المساجد التاريخية مثل الأزهر والقيروان، لا يزال يُحرق العود خلال المناسبات الدينية الكبرى، مخلّفًا تراثًا عطريًا متواصلًا.

الفنون الحرفية المرتبطة بالعود

تطورت صناعة مباخر العود إلى فنّ قائم بذاته، حيث تُزيّن القطع الفنية بالنقوش الإسلامية الهندسية. في سلطنة عُمان، تحتفظ عائلات محددة بأسرار صناعة "المجمر" التقليدي المصنوع من الفضة والخشب المعطر. أما في الإمارات، فقد أظهرت دراسة جامعة زايد (2022) أن 78% من الحرفيين المختصين في نحت قطع العود يستخدمون تقنيات موروثة منذ القرن الثالث عشر. هذه الحرف لا تحافظ على الترفحسب، بل تسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي عبر تصدير القطع الفنية إلى الأسواق العالمية.