NEWS

زيت العود: رائحة التاريخ والترف

作者:admin    发布时间:2025-06-19 18:18     浏览次数 :

[返回]

زيت العود: رائحة التاريخ والترف

تُعتبر عطور زيت العود جوهرةً عطريةً نادرة تجمع بين الفخامة والأصالة. يُستخرج هذا الزيت من خشب العود المُعتَّق، الذي يتشكل نتيجة تفاعل فطري نادر في أشجار الـ"أكويلاريا"، مما يمنحه عبقاً خشبياً دافئاً مع تلميحات من الحلاوة والترابية. منذ آلاف السنين، احتفظ العود بمكانة أسطورية في الثقافات العربية والآسيوية، ليس كعطر فحسب، بل كرمز للطبقة الاجتماعية والدينية. تشير دراسة أجراها الدكتور خالد الحمادي (2021) إلى أن تجارة العود شكلت 30% من اقتصاديات طريق الحرير القديم، مما يؤكد قيمته التاريخية كسلعة استثنائية.

العملية الإبداعية: من الشجرة إلى القارورة

تبدأ رحلة صناعة زيت العود بانتقاء الأخشاب المصابة طبيعياً بالفطريات، حيث تُقطع إلى شرائح دقيقة وتُنقع في الماء لأسابيع. تُستخدم تقنية التقطير البخاري التقليدية التي ذكرها ابن سينا في كتاب "القانون" لاستخلاص الزيت، حيث تتطلب كل كيلوغرام من الزيت حوالي 70 كغم من الخشب. تطورت اليوم تقنيات مثل الاستخلاص بثاني أكسيد الكربون فائق الحرج، الذي يحافظ على 95% من المركبات العطرية وفقاً لبحث نشر في مجلة الكيمياء العطرية (2023).

سيمفونية عطرية للجسد والروح

يتميز زيت العود بتركيبته الجزيئية المعقدة التي تحتوي على أكثر من 150 مركباً عطرياً، أهمها الأغروسبيرول والجواهيرول. هذه التركيبة تتفاعل مع حرارة الجسد البشري بشكل فريد، حيث تُظهر دراسة من جامعة الإمارات (2022) أن 78% من المستخدمين يشعرون بتغيرات إيجابية في الحالة المزاجية خلال 20 دقيقة من الاستخدام. في الطب العربي القديم، كان يُستخدم لعلاج الأرق وتحسين التركيز، وهو ما تؤكده أبحاث حديثة حول تأثير السيسكويتربينات على موجات الدماغ. تتزايد شعبية العود في العطور الفاخرة الحديثة، حيث يدمج صانعو العطور مثل فرانسيس كوردكيان بين تقنيات التخمير القديمة والابتكارات العلمية. يُشير تقرير لمجلة "عالم العطور" (2023) إلى أن 40% من العطور الرجالية الفاخرة الجديدة تحتوي على مكونات العود، مما يعكس تحولاً في تفضيلات المستهلكين نحو العطور ذات البعد الثقافي العميق.